إنّ الإصلاح بين النّاس عبادة عظيمة يُحبّها الله سبحانه وتعالى. قال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}، وقال سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: {فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} أي: “واتّقوا الله في أموركم، وأصلحوا فيما بينكم، ولا تظالموا، ولا تشاجروا؛ فما آتاكم الله من الهدى والعِلم خير ممّا تختصمون بسببه”، ثمّ أورد عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قوله: “هذا تحريج من الله ورسوله أن يتّقوا الله ويصلحوا ذات البين”.والإصلاح من أفضل الأعمال، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ألاَ أخبركم بأفضل من درجة الصّيام والصّلاة والصّدقة؟” قالوا: بلى يا رسول الله، قال: “إصلاح ذات البين، فإنّ فساد ذات البين هو الحالقة”، وفي رواية: “إن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشّعر، ولكن تحلق الدِّين”.ومن أهم مجالات الإصلاح بين النّاس، النّزاع بين الزّوجين الّذي يهدِّم كيان الأسرة، وربّما أدّى إلى الطّلاق والفراق، وتشتّت الأولاد وضياعهم، فالإصلاح بينهما مطلوب، والله يقول: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}.كلية الدراسات الإسلامية/ قطر
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات