+ -

الأجواء السائدة والآخذة في التشكل، في قاعات تحرير جريدة “الوطن” هي أجواء التفاؤل على وقع رفع التحدي لتجاوز مرارة الخيبة الناجمة عن منع طاقم الجريدة من الالتحاق بالمقر الجديد: “نحن متفائلون ونعمل كل ما في وسعنا لإصدار الجريدة، ونأمل أن نلتحق بالمقر الجديد في أقرب وقت ممكن”.صمت رهيب يملأ قاعات تحرير الجريدة، حتى أنك تخال أن المقر خال على عروشه بدار الصحافة طاهر جاووت، ولكن كل الصحافيين وباقي العمال كانوا على درجة من التركيز والانهماك في العمل رغم فوضى الأشياء (الكراسي والطاولات..) السائدة الموروثة عن العودة (غير المرتقبة) إلى المقر القديم”. فكل الحواسيب والآلات تم ترحيلها إلى المقر الجديد، فالسلطة تركتنا نرحل كل شيء وفي الأخير تدخلت لتطلب منا رخصة الالتحاق بالمقر الجديد، ما جعلنا نعيد ترحيل كل شيء إلى المقر القديم”.في غمرة هذا الوضع، وجد بعض الصحافيين أنفسهم من غير حواسيب لتحرير مواضيعهم: “ظروف العمل كما ترى سيئة للغاية، فما معنى أن تحضر نفسك للرحيل وفي الأخير يقال لك ليس من حقك دخول منزلك”، يقول يزيد وهيب. ومعنى ذلك أن طاقم الجريدة (صحافيين، تقنيين، عمال، مسيرين) أصيبوا بخيبة أمل، خاصة أن الكل لم يخف الفرحة التي غمرته وهم الذين كانوا ينتظرون منذ سنوات للالتحاق بالمقر الجديد، والتخلص بالتالي من كابوس وهاجس ظروف العمل السيئة. ومع ذلك، فإن الأجواء السائدة والآخذة في التشكل في قاعات تحرير الجريدة، هي أجواء التفاؤل: “نحن علينا التكيف مع الوضع الجديد، لأننا أمام تحدي ضمان إصدار الجريدة، وهذا هو المهم”، يقول يزيد وهيب، “إن هذه الظروف التي تعيشها الجريدة شبيهة بالظروف التي عرفتها الصحيفة في عقد تسعينيات القرن الماضي، حيث زج بعدد من الصحافيين في السجن، كما منعت الجريدة من الصدور مرتين، مع العلم أن المقر الجديد هو ملكية خاصة للشركة، فهل تعلم أن الشرطة حضرت إلى المقر الجديد من غير أن تحضر معها أية وثيقة”، وبناء على ذلك، يرى أنه “ليس بهذه السلوكات يمكن للسلطة في الجزائر أن تبني مستقبل الجزائر”، إلا أنه يعتبر هذه الظروف بمثابة منعرج، ولحسن الحظ أن عددا من الصحافيين لهم تجربة مع هذه السلوكات التي هي سمة السلطة في الجزائر.الانطباع العام السائد وسط الصحافيين، هو تحويل خيبة الأمل إلى تحد حقيقي “الصحافيون كانوا ينتظرون رحيلهم إلى المقر الجديد على وقع الأفراح، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، إذ عندما وصلنا وجدنا الأبواب مغلقة، ولما رأيت الشرطة في محيط المقر فهمت أن هناك مشاكل في طريقنا، وأول سؤال طرحته على نفسي هو هل يمكننا إصدار الجريدة غدا، وكان هذا تحديا”، يقول الصحفي سعيد رابيا، قبل أن يضيف: “نحن متفائلون ونعمل كل شيء لأجل إصدار الجريدة”. الانطباع نفسه يسكن نبيلة أمير وباقي زملائها ممن يقولون أيضا: “إننا مرغمون على إصدار الجريدة ونأمل أن تسوى وضعية المقر الجديد في أقرب وقت ممكن”.وموازاة مع ذلك، يواصل القائمون على تسيير الجريدة وعلى رأسهم المدير مسؤول النشر، عمر بلهوشات، بدل كامل الجهود والاتصالات مع السلطات المحلية لولاية الجزائر لتسوية وضعية المقر الجديد، إذ يقول عمر بلهوشات: “نحن على اتصال بالوالي المنتدب للدائرة الإدارية لحسين داي ورئيس بلدية القبة، قصد إيجاد حل لتسوية المشكل، ونأمل أن نتوصل يوم الأحد المقبل إلى حل يتم بموجبه إتمام عملية الترحيل إلى المقر الجديد”. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات