+ -

 الزُّهد هو ترك الرّغبة فيما لا ينفع في الدّار الآخرة، وهو فضول المباح الّتي لا يستعان بها على طاعة الله عزّ وجلّ، قال ابن القيّم: لا تتم الرّغبة في الآخرة إلاّ بالزّهد في الدّنيا، ولا يستقيم الزّهد في الدّنيا إلاّ بعد نظرين صحيحين: الأوّل: النّظر في الدّنيا وسرعة زوالها وفنائها ونقصها وخستها. والثاني: النّظر في الآخرة وإقبالها وبقائها ودوامه.وقد أورد الله سبحانه وتعالى الكثير من الآيات في كتابه الحكيم الّتي تدلّ على فضل الزّهد وقلّة الرّغبة في ملذات الدّنيا وشهواتها، قال الله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلاَدِ، كَمَثَلٍ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفًرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا، وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور}، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورِ}.وهذا نبيّنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم وهو القدوة الصّالحة لأمّته يضرب لنا أروع الأمثلة في الزّهد والترفّع عن هذه الدّنيا الرّخيصة، فكانت تمرّ عليه الأشهر ولا توقد في بيته عليه الصّلاة والسّلام نارًا، وكان يعيّشه هو وأهله الأسودان التمر والماء، وكان فراشه من أدم، وحشوه من ليف، ونام على الحصير وأثّر ذلك في جنبه.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات