لأول مرة أسجل أن سلطة ضبط قطاع السمعي البصري، التي نصبت مؤخرا، تعكس الواقع بكل تجلياته.. فأعضاء هذه اللجنة ينسجمون تماما مع المرحلة التي تعيشها خاصة على مستوى السن.. فأغلبهم من مدرسة الكرسي المتحرك سنا! وأغلبهم يعيش التقاعد الذهني وليس المهني فقط!1 - يبدو أن معد قائمة سلطة الضبط كان يعدها وفي ذهنه جماعة العربي ولد خليفة وبن صالح وصاحب “الباش”، وبسايح وغيرهم، ولم يكن في حسابه أن هؤلاء سيتعاملون مع قنوات شابة حديثة السن، العاملون فيها لا يتجاوز سن الذين يبيعون العملة في السوق الموازية بساحة بورسعيد! وأن أعضاء هذه اللجنة سيواجهون مشكلة في لغة التواصل مع هؤلاء الشباب العاملين في القنوات الخاصة التي يراد ترويضها أو غلقها!فرق السن بين نوعية رجال القطاع ونوعية رجال سلطة الضبط سيطرح دون شك مشكلة في التواصل بين الإثنين، فضلا على الفهم أو التفهم!2 - أغلب الظن أن من وضع القائمة كان يقصد عدم التفاهم بين هؤلاء والقنوات تمهيدا لغلقها.. ولهذا فالذين سمّوها سلطة الردع لم يكونوا على خطأ، ولكن بالتأكيد أن هذه السلطة سيكون مصيرها نفس مصير سلطة ميلود شرفي.3 - أضحكتني حكاية وجود أحد أعضاء اللجنة وهو عالم في الأنتروبولوجيا! واعتقد أنه سيفعل بقطاع الإعلام ما فعلته بن غبريت بقطاع التربية! هذا العالم في الحفريات سيتولى مهمة البحث الحفري في المخلوقات المحنطة في مؤسسات الدولة الدستورية، وفي مؤسسات الإعلام العمومي!والمؤسف أن “هذا العالم” كتب سيناريو فاشلا لعمل سينمائي لإنجاز فيلم الأمير عبد القادر.. ولأن المشروع فشل، استحق أن يكون عضوا في سلطة الضبط لإفشال أي مشروع قادم في هذا المجال.4 - لعل رئيس اللجنة، زواوي بن حمادي، يشذ وحده عن القاعدة، حيث تسجل له عدة إنجازات في مجال الإعلام عموما، كإدارة أسبوعية “الجزائر أحداث” العمومية، والتي كانت تجربة فريدة في الحرية والمهنية أيام الحزب الواحد، والسمعي البصري بصفة خاصة، حيث ساهم في إطلاق قناة إذاعية برواندا لحساب الأمم المتحدة. وكانت تجربة تُذكر فتُشكر، كما أدار المؤسسة الوطنية للإذاعة لأربع سنوات كاملة.5 – يبدو أن وزير الاتصال أراد إنهاء عملية تنصيب سلطة الضبط للصحافة المكتوبة، لأنه لم يجد في صفوف هذه الصحافة الديناصورات المؤهلة لأن تتولى المهمة، مثل ما هو الحال في قضية السمعي البصري!كل ما يمكن أن يقال عن هذه السلطة أنها خارج التاريخ وخارج التغطية، والأيام ستبين ما نقول.. ولكن هذه السلطة هي بالتأكيد تنسجم تماما مع الوضع البائس الذي تعيشه البلاد.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات