38serv
خاضت الحكومة حربا “دونكيشوتية” بامتياز في محاولتها القضاء على ظاهرة تسريب مواضيع امتحان نهاية التعليم الثانوي “بكالوريا – مكرر” دورة جوان 2016، فعوض تشديد الحراسة على المواضيع تضمن فيها عدم تعرّضها للتسريب“سلطت عُقوبة جماعية على الجزائريين”، وذلك بعزلهم تماما عن العالم الخارجي، وحجب مواقع التواصل الاجتماعي وتعرض العديد من المواقع الأخرى إلى التشويش. وأخطأت الحكومة ممثلة في 4 وزارات الهدف، حيث إن الآلاف من التلاميذ الممتحنين تمكنوا من الوُلوج إلى “الفايسبوك” بسُهولة، وتناقلوا بينهم المواضيع وأجوبتها.الإجراءات التنظيمية والأمنية المشددة أربكت الممتحنينأجـــواء متوتــــرة في مراكــــز الإجــراء! سهولة مواضيع التاريخ والجغرافيا والإنجليزية تريح التلاميذ في أول يوم اجتاز، أمس الأحد، التلاميذ امتحان نهاية التعليم الثانوي “بكالوريا-مكرر” دورة جوان 2016، في أجواء “دراماتيكية” وتحت ضغط نفسي كبير، نظرا للإجراءات التنظيمية والأمنية التي ميزت هذه الدورة “الاستثنائية”، يُضاف إلى ذلك قطع مواقع التواصل الاجتماعي، ليلة السبت إلى الأحد.الساعة الثامنة والربع صباحا، جمع كبير من التلاميذ المترشحين لامتحان بكالوريا-مكرر، وتواجد مكثف لمصالح الأمن بالزي الرسمي والمدني، أجواء غير عادية أربكت سفيان الذي ودع والده ليدخل إلى المركز، وهو لا يحمل معه شيئا، لقد ترك كل أدواته وهاتفه في السيارة، ولم يكن يرتدي إلاّ قميصا خفيفا وسروال جينز، وراح يتأكد أكثر من مرة عدم احتواء السروال على أي أداة يمكن أن تورّطه في “تهمة محاولة الغش”.كانت هذه آخر الدقائق قبل دخول المترشح سفيان من شعبة لغات أجنبية إلى مركز الإجراء، حيث تنقلت “الخبر” معه رفقة والده منذ الصباح الباكر من المنزل إلى المركز، وخلال الرحلة قال سفيان إنه حاول التركيز، وعدم التأثر بحادثة التسريبات التي وقعت في دورة ماي 2016، وبقي يراجع بشكل عادي لوحده تارة، ورفقة زملائه تارة أخرى، إما في الحي أو المنزل أو المسجد، بل وحتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”.غير أن سفيان فقد قليلا من تركيزه أمس، وهو يفاجأ بحجب مواقع التواصل الاجتماعي: “لقد كنت أراجع مع زملائي وفجأة توقف كل شيء”، وعلّق قائلا: “موقع “الفايسبوك” ليس مذنبا، يمكن أن تستعمله لأغراض إيجابية، مثلما يمكن أن تستعمله للغش أو أشياء أخرى”. غير أن محدثنا تمكن ورفقاؤه من الولوج إلى مختلف المواقع عبر تقنية تغيير العنوان الوهمي، حيث ذكر بأن هذا “لعب أطفال” ولا يستدعي تقنية صعبة.وفي السيارة، ورغم تطمينات والده له، إلا أن سفيان كان مرتبكا، خاصة وأنه اجتهد طيلة السنة الدراسية، ولم يفكر حتى في احتمال الرسوب، وزاد توتره بعدما تلقى مكالمة من صديق له، يجتاز الامتحان في مركز إجراء بوسط الجزائر: “هل لديك مواضيع التاريخ والجغرافيا؟! إنها متداولة عبر “الفايسبوك”، وبعض التلاميذ يتبادلونها بينهم.خبر نزل كالصاعقة على سفيان، الذي بادر بالسؤال: “أين هي؟! وما هو الموضوع المطروح؟ فأجابه صديقه أن النص يتحدث عن مؤتمر طرابلس، فارتبك سفيان والتفت إلينا وقال: “أنا أحفظ هذا الموضوع، ولا أدري إن كان هو الذي سيطرح في الامتحان أم لا! خاصة وأن بعض الصفحات تداولت عشرات المواضيع ليلة أمس”.وصلنا إلى المركز في حُدود الساعة الثامنة إلاّ الربع، ليستغل سفيان الوقت المتبقي في مراجعة درس مؤتمر الصومام، حيث علق بالقول: “لا يمكن أن تمنع نفسك من تصديق هذه المعلومات، مثلما لا يمكن تقبل أن يغش آخرون ويتحصلوا على نتائج عالية، فيما لا يتمكن المجتهد من الإجابة”.وزال توتر سفيان مثل الكثير من المترشحين بعد اجتياز أوّل امتحان، حيث جاء موضوع التاريخ والجغرافيا سهلا وفي متناول الجميع، ونفس الانطباع تم تسجيله في امتحان اللغة الإنجليزية في الفترة المسائية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات