+ -

 امرأة تسأل عن كيفية التّعامل مع ابنها الّذي قارب البلوغ، هل تُجبره على صيام رمضان كلّه أم جلّه أم بعض منه؟ إنّ مناط التّكليف في الإسلام مع العقل والرشد، إلاّ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وصحابته كانوا يقومون على تربية الأطفال وتنشئتهم على الأدب وعلى حبّ الإسلام وعلى حبّ القرآن والسُنّة والتزام أحكامهما، فقد صحّ عنه صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: “مُروا أولادكم بالصّلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرّقوا بينهم في المضاجع” رواه أبو داود هو حديث حسن. هذا عن الصّلاة، أمّا عن الصوم، فعن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت: “كُنّا نُصوِّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك حتّى يكون عند الإفطار” أخرجه البخاري ومسلم. هكذا تربية الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وكذلك ربّى الصحابة أبناءهم فخرجت أجيال مسلمة رفعت راية الإسلام والمسلمين، ومن المؤسف اليوم أن نرى أبناءنا ينشأون على اللهو المحرّم وعلى أرذل الحلال، كالكذب والسرقة والتّبرّج والسفور والاختلاط والخيانة وإخلاف الوعود وإفشاء الأسرار وهجر القرآن أمام مرأى من أعين والديهم، دون أن يحرّك هؤلاء ساكنًا، فالمسؤولية عظيمة، ويجب على الآباء تحمّلها على أكمل وأصحّ وجه، قال تعالى: “يَا أيّهَا الّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجَارَةِ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللهَ مَا أمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ” التحريم:6، وقال صلّى الله عليه وسلّم: “كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرّجل في أهله راع ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، وكلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيته” أخرجه البخاري ومسلم. فها هو شهر رمضان فرصة لمَن فرّط في تربية أبنائه، فيلربهم على الصّلاة وليعوّدهم على الصوم وليعرّفهم القرآن وتلاوته، والله الموفق.ما حكم نزول المني من الرجل في نهار رمضان بسبب حديثه مع خطيبته، وهل يجوز له أن يلمسها؟ لا يجوز للرجل أن يخلو مع خطيبته إذا لم يكن عقد عليها، ولا أن يصافحها، ولا أن يتكلّم معها دون محرم لها، لأنّه لا يزال أجنبيًا عنها، وقد نهى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن خلوة الرجل بالمرأة الّتي لا تحل له. وهذا الحكم عام في رمضان وفي غيره، ولقد فصّل الفقهاء في مسألة تقبيل الزوجة ولمسها في نهار رمضان نظرًا لحرمة رمضان وحرمة الصيام، فكيف يتجرّأ اثنان لا يربطهما عقد شرعي بانتهاكه؟ أمّا عن حكم نزول المني في نهار رمضان، فهو إن نزل بشهوة بدافع النظر والحديث مع الخطيبة، فإنّه يوجب القضاء والكفارة، وهي إطعام ستين مسكينًا أو صيام شهرين متتابعين، أمّا إن خرج بلا شهوة وبلا سبب يتعلّق باللّذة، وإنّما كان نتيجة عصر مع التبوّل أو بغير سبب إطلاقًا، فإنّه لا شيء عليه.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات