عرفت قاعة ابن زيدون برياض الفتح بالعاصمة، أمس الأول، أجواء طربية شعبية، تكريما لعميد أغنية الشعبي الراحل دحمان الحراشي، تخليدا لذكرى صانع العديد من الروائع الغنائية الجزائرية،الذي غادرنا عام 1980 تاركا وراءه عشرات الأغاني المميزة.جاءت مبادرة تكريم دحمان الحراشي من قبل الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وقد عرف الحفل حضورا رسميا وجماهيريا كبيرا من عشاق أغنية الشعبي الأصيلة، كما حضر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي كتحية تقدير وعرفان لمسار الفنان وعائلته، حيث أشرف الوزير عز الدين ميهوبي على تسليم درع التكريم لعائلة دحمان الحراشي ممثلة في أرملته وابنه.وقال ميهوبي بالمناسبة، إن التكريم جزء من العرفان للذين خدموا الثقافة والتراث والفن، وتمكنوا من أن يحفروا وجدانهم في قلوب الناس”، وأضاف الوزير أن دحمان الحراشي يشكّل تيارا فنيا مختلفا، فما كان يقدّمه لم يكن شعبي ولا عصري”. مضيفا: ”بل هو مزيج من ذلك، وله إبداع خاص للغربة وللوطن وللقيم التي نشأ عليها الجزائري”. وأوضح وزير الثقافة أنه ”من واجبنا أن نوفي كل هذه الأسماء الكبيرة حقها من خلال تنظيم لفتة تكريمية”. وقال إن الحفاظ على هذا الموروث الشعبي، من خلال مؤسسات الثقافة التي تقوم بتوثيق وإنشاء مدوّنات خاصة برعاية من دور الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. ودعا الجمعيات إلى مزيد من البحث الأكاديمي للحفاظ على حكاية الموسيقى والأغاني التي كان يقدمها هذا الفنان الكبير الراحل. من جهته، قال نجل الفنان الراحل كمال الحراشي، ”إن دحمان الحراشي كان يتميز عن باقي زملائه الفنانين في عصره، وأعطى الكثير للثقافة الجزائرية، من خلال اهتمامه باللهجة الجزائرية التي قدمها في أغانيه”. وأكد أنه قام بجولة حول العالم، حيث قدمّ أغاني والده عبر العديد من الدول عرّفت الجزائر من خلال أغاني دحمان الحراشي، وتحديدا أغنية ”يا الرايح”. مشيرا إلى أنه يستعد الآن لإصدار ألبوم غنائي جديد شهر سبتمبر القادم يحمل عبق والده الراحل دحمان الحراشي، مؤكدا على ضرورة التميّز بينه وبين والده الراحل من ناحية الفن. ومن خلال الدقائق الأولى للحفل، نلمس كيف أن هذا الفنان لا يزال في وجدان كل جزائري، حيث تفاعلت العائلات التي حضرت الحفل مع كل أغاني الراحل. وقد نالت شرف افتتاح حفل تكريم دحمان الحراشي الفنانة الأندلسية نسيمة شعبان التي سبق لها الوقوف والغناء إلى جانب الراحل في حفلات تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي. وقد كان الحفل فرصة لنسيمة شعبان، لتقديم أغنيتين لابن بلدية الأبيار ذو الأصول الشاوية دحمان الحراشي. لتكون المفاجأة السارة مع نجله ”كمال الحراشي”، الذي اختار أن يحيي مسار والده الفني ويترحم عليه بطريقة خاصة، من خلال أغنية ”الله يرحم الحراشي”، تفاعل معها الجمهور الكبير الحاضر في القاعة. وتوالت تحية الفنانين وأصدقاء الراحل على المنصة مع صعود الفنان رضا دوماز الذي اختار أن يقدم أغنية ”غير اللي يحب صلاحو” التي تعتبر من أهم الأغاني التي قدّمها دحمان الحراشي في ثمانينيات القرن الماضي رفقة أغنية ”خليوني” والتي أعاد أداءها العديد من الفنانين في العالم العربي.للعلم، ولد دحمان الحراشي في 7 جويلية 1925 في الأبيار بالجزائر العاصمة، من أصول شاوية، فهو ينحدر من قرية جلال جنوب ولاية خنشلة، استقر أبوه في الجزائر العاصمة بالحراش تحديدا في حي الفدائيين سنة 1920، توفي في 31 أوت 1980 في الجزائر العاصمة، ويعتبر فنانا متكاملا، فهو مؤلف، ملحّن ومغنّي في نوع الشّعبي العاصمي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات