"النوم مضيعة للوقت عند الجزائري رغم أنه وظيفة عضوية أساسية"

+ -

 في حديث لـ“الخبر” عن التأثير السلبي لنقص النوم على جسم الإنسان، أكد الدكتور عمراني رئيس الجمعية الجزائرية لطب النوم، أن قلة النوم تعادل تأثير الخمر، وأن الحرمان منه لمدة 24 ساعة يضاهي مقدار 1 غرام من الخمر في لتر من الدم، مشيرا إلى كون النوم وظيفة عضوية أساسية في جسم الإنسان، رغم أن الجزائري يتعمّد الاستغناء عنه ويعتبره مضيعة للوقت، ليفسر التأثير السلبي لذلك في الحوار التالي.يعاني الكثير من الجزائريين قلة النوم، فما تأثير ذلك على صحتهم وعلى مردودهم في العمل؟يجب أن نعلم أن تعمّد تقليص ساعات النوم عند الكثير من الجزائريين تصرّف شائع ويمتد عبر كامل أشهر السنة، حيث يرى هؤلاء أن احترام النوم في ساعات معينة مضيعة للوقت، رغم أن قلة النوم تتعلق بمشاكل سلوكية ذات علاقة بتصرفات الشخص، مثل تعوده على مقابلة التلفاز أو استخدام الانترنت لأوقات متأخرة، وأخرى عضوية ممثلة في أمراض مزمنة ناجمة عن نقص ملحوظ في النوم، الذي قد يكون كذلك وراء عدد من المخاطر مثل خطر السياقة تحت تأثير قلة النوم، خاصة وأن عدم الخلود للنوم مدة 24 ساعة يضاهي نسبة 01 غ من الخمر في لتر واحد من دم الإنسان، وهو ما يمنع السياقة. وأود الإشارة إلى أن للنوم الطبيعي خصوصيات مميزة، منها ما يتعلق بالكم؛ والممثل في عدد ساعات النوم التي يجب أن لا تقل عن الـ8 ساعات عند الشخص البالغ، و12 ساعة عند الطفل، ومنها ما يتعلق بالكيف؛ وتعني نوعية النوم الذي يكون خفيفا أو عميقا، علما بأن النوع الثاني هو الذي يسمح للشخص باسترجاع قواه الذهنية والعضلية، وبالتالي فإذا لم تتوفر هذه الخصوصيات يكون نوم الشخص رديئا ويؤدي إلى اضطرابات عصبية وخلل في الذاكرة، إلى جانب مشاكل عضوية ممثلة في ظهور عدد من الأمراض المزمنة.تتوسع رقعة نقص النوم المفرط خلال شهر رمضان عند الجزائريين بشكل فظيع، رغم ما لذلك من آثار سلبية على صحتهم، كيف تفسرون ذلك؟ أود أن أشير في هذا المجال إلى أن الظاهرة تشمل عديد الدول الإسلامية، فقد قام مختصون في طب النوم بدراسات حول مشكل قلة النوم في رمضان، وكانت النتيجة أن الطاقة الجسدية عند الشخص هي نفسها ولا تتغير؛ لأنه يخزنها. أما المشكل الذي وقفوا عليه؛ فتمثل في نقص ملحوظ في النوم، مع تغير سلوكيات الصائم بسبب تغيّر ساعات الأكل، أي أنه فيزيولوجيا هناك تأخير بسبب تخمة الأكل، زيادة على السهر حتى السحور، لينام الشخص من 4 إلى 5 ساعات لا أكثر، ويتكرر ذلك 30 يوما، مع ما لذلك من مضاعفات صحية، فقد ثبت علميا أن من ينام أقل من العادي يتعرض لمشاكل صحية كالسمنة والاضطرابات العقلية. ويبقى هناك نقص كبير في قلة النوم، يسمى في طب النوم بـ “دين النعاس”؛ أي أن لذلك الشخص دينا كبيرا ممثلا في قلة ملحوظة في النعاس، الذي تكون نتيجته نعاسا مفرطا أثناء السياقة ناجما عن قلة النوم الطبيعي، الذي يتسبب بأوروبا في 35 في المائة من حوادث السيارات، متصدرا أسباب تلك الحوادث قبل الكحول والمخدرات.أين يكمن الحل حسبكم؟ يجب أن تكون لدينا “ثقافة النوم” الذي يعتبر وظيفة عضوية مثله مثل بقية وظائف الجسم، كوظيفة القلب والتنفس وغيرهما، ولا يمكن الاستغناء عنه، وبالتالي يتوجب علينا تعليم أطفالنا احترام مواعيد النوم والقيام بحملات تحسيسية لذلك إن تطلب الأمر، خاصة وأن بعض العائلات يسهر الأب فيها حتى الثانية صباحا ويسهر معه الطفل الصغير، وهو ما لا يتقبله العقل.. يجب أن يفهم الجزائري أن النوم وظيفة عضوية حساسة، وليس مضيعة للوقت مثلما يعتقد الكثيرون، فثلث حياة الإنسان نوم، وهو ما يدل على أهميته، لذا يجب تحسيس المسؤول والمعلم ومدرب مدرسة السياقة بذلك. كما يجب أن نفهم أن نوم النهار لا يعوض النوم ليلا، لأن هناك غدة تفرز هرمون “الميلاتونين “ الذي يحث على النوم ويقوى إفرازها ليلا ليتوارى نهارا، وهو ما يسمى بساعة النوم البيولوجية، زيادة على الساعة الكونية والممثلة في ارتباط النوم بالليل، وبالتالي يجب أن يكون هناك انسجام بين الساعة الكونية والبيولوجية حتى يكون هناك نعاس طبيعي وذو نوعية جيدة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات