+ -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يُرَغِّب في قيام رمضان، من غير أن يأمرهم بعزيمة، ثمّ يقول: ”من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه”، وعن عمرو بن مرة الجهني قال: جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجل من قضاعة فقال: يا رسول الله! أرأيت إن شهدتُ أن لا إله إلاّ الله، وأنّك محمّد رسول الله، وصلّيتُ الصّلوات الخمس، وصمتُ الشّهر، وقمتُ رمضان، وآتيت الزّكاة؟ فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن مات على هذا كان من الصّدّيقين والشّهداء”.

يُعدّ قيام اللّيل من أفضل الطّاعات وأجلّ القُربات، وهو سُنّة في سائر أوقات العام، ويتأكّد في شهر رمضان المبارك، وقد جاءت النّصوص من الكتاب والسُّنّة بالحثّ عليه والتّرغيب فيه وبيان عظيم شأنه وثوابه عند الله تعالى.مدح الله عزّوجلّ أهل الإيمان بجملة من الخصال والأعمال، وكان من أخصّ هذه الأعمال قيامهم اللّيل، قال تعالى: ”إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” السّجدة:15 -17، ووصف الله تعالى عباده بقوله: ”والّذين يَبيتُون لربِّهم سُجَّدًا وقيامًا” الفرقان:64.كما جاء في السُّنّة أحاديث كثيرة تبيِّن فضائل قيام اللّيل، ومن ذلك أنّ قيام اللّيل عادة الصّالحين في جميع الأمم، وهي أفضل صلاة بعد الفريضة، فقد ثبت في صحيح مسلم أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”أفضل الصّلاة بعد الصّلاة المكتوبة الصّلاة في جوف اللّيل”، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ”أقربُ ما يكون الربّ من العبد في جوف اللّيل الآخر، فإن استطعتَ أن تكون ممّن يذكر الله في تلك السّاعة فكُن” رواه الترمذي. وقيام اللّيل من أعظم أسباب إجابة الدّعاء، والفوز بالمطلوب ومغفرة الذّنوب، روى أبو داود عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أيّ اللّيل أسمع؟ قال: ”جوفُ اللّيل الآخر، فصلِّ ما شئت، فإنّ الصّلاة مشهودة مكتوبة”، وقال كما في صحيح مسلم: ”إنّ من اللّيل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرًا إلاّ أعطاه إيّاه”. وتُعدّ من موجبات دخول الجنّة، وبلوغ الدّرجات العالية فيها، فقد روى الإمام أحمد عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”إنّ في الجنّة غُرفًا، يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدّها الله لمَن ألان الكلام وأطعم الطّعام وتابع الصّيام، وصلّى باللّيل والنّاس نيام”.فاحرص -أخي الصّائم- على أن يكون لك ورد من صلاة اللّيل، ولو قليلاً بالقدر الّذي ينفي عنك صفة الغفلة، فقد قال صلّى الله عليه وسلّم كما عند أبي داود: ”مَن قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين”، واحرص على صلاة التّراويح في هذا الشّهر الكريم، ولا تنصرف حتّى ينصرف الإمام، ليحصل لك أجر قيام اللّيل كلّه، قال صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن قام مع الإمام حتّى ينصرف كُتب له قيام ليلة” رواه الترمذي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات