تفاقمت في السنوات الأخيرة ظاهرة سيارات النقل غير المرخصة (فرود) عبر مختلف أرجاء مدينة عين وسارة بولاية الجلفة التي يفوق تعداد سكانها 160 ألف نسمة، حيث أصبح هذا النوع من السيارات يغزو الشوارع الرئيسية والأحياء، ومرد ذلك عدة عوامل،لعل أهمها عدم قيام أصحاب السيارات الصفراء الحضرية أو الأجرة بعملهم على أحسن وجه، فصاحب سيارات الأجرة في أغلب الأحيان يقوم بتقديم الأعذار والحجج للزبائن، مثل أن المكان الذي يريد الذهاب إليه بعيد، ويستغرق وقتا طويلا، وخاصة أثناء الازدحام بالطرقات، أو أن الطريق غير صالح، وغيرها من الأعذار. كما أن أصحاب سيارات الأجرة في بعض الأحيان يطالبون الزبون بمبلغ أكبر، ولهذا السبب أصبح الكثير من المواطنين يقصدون أصحاب سيارات “فرود” لتلبية حاجتهم في التنقل، فهي تعمل ليل ونهار، دون تقديم الأعذار والحجج.من جهة أخرى تمكن أصحاب سيارات “فرود” من فرض أنفسهم على ساحة النقل، من خلال تخصيص مواقف خاصة بهم عبر مختلف أحياء المدينة، إذ توجد حوالي 6 مواقف وقرابة 300 سيارة “فرود” بوسط المدينة لوحده، وأزيد من 100 سيارة أخرى بجوار القطاع الصحي، مع تخصيص موقفين: واحد بجوار البريد الرئيسي، والآخر بالمخرج الشرقي للمدينة (طريق البيرين)، بالإضافة إلى عشرات السيارات بجوار محطة نقل المسافرين.أما بالأحياء ذات الكثافة السكانية، وبالأخص حي ذراع النيشان والمحطة، فحدث ولا حرج، فجل الأحياء والشوارع الرئيسية مملوءة بها، رغم وجود مئات سيارات الأجرة وسيارات وحافلات النقل الحضري، وبهذا فإن أصحاب سيارات “فرود” قد أحسنوا اختيار أماكن توقفهم، باعتبار أنها مناطق تكثر فيها حركة النقل.وعلى صعيد آخر، فأكثر هذه السيارات قديم جدا، والقليل منها جديد تم اقتنائه بالتقسيط والقروض الممنوحة من طرف البنك، وعندما تقدمنا من أحد مالكي السيارات وتحدثنا معه قال إنه لا يستطيع تسديد الديون المتراكمة عليه، ولهذا لجأ إلى هذا العمل لدفع الأقساط في الوقت المحدد، بالإضافة إلى عمله كموظف، وذلك لأن أجرته لا تكفي للعيش في ظل الغلاء المعيشي، كما أن بعض ممارسي هذه المهنة وجدوا أنفسهم دون عمل ولم يجدوا طريقة للحصول على لقمة العيش إلا بهذه المهنة.وصرح أحدهم “بدأت عملي بتوصيل الجيران، فوجدت فيها فائدة، وأنها أحسن من أن أظل بطالا، خصوصا أني أكفل عائلة تتكون من 13 فردا، بالإضافة إلى أني مريض وأتردد على الأطباء أسبوعيا، وزوجتي مريضة مثلي، ولهذا حاولت تحويل سيارتي إلى سيارة نقل حضري بعين وسارة، ولكن الشروط التعجيزية وقفت في وجهي، فوجدت الفرود أسهل، فأصبحت أمارس هذا العمل في أي وقت”.وقد استطاع أصحاب السيارات غير المرخصة فرض وجودهم على السلطات إلى جانب أصحاب سيارات الأجرة، وذلك بالرغم من الاحتجاجات التي قامت بها نقابة سيارات النقل الحضري، إلا أن الجهات الأمنية والسلطات المحلية لم تحرك ساكنا إزاء هذا الوضع، حيث أصبحت مدينة عين وسارة تلقب بسيارات “فرود”. وفي ظل هذه الفوضى يطالب أصحاب سيارات وحافلات النقل الحضري بتدخل الجهات المعنية لوضع حد لهذه الوضعية، مهددين حسب رسالة الاحتجاج التي أرسلت لوالي الولاية بتوقيف نشاطهم في حال عدم تلبية مطالبهم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات