كشف الشيخ خالد تقي الدّين، أمين عام مشيخة البرازيل، في حوار خصّ به “الخبر”، أنّ أوّل صلاة جماعية للتّراويح أقامها الشّيخ عبد الرّحمن البغدادي في البرازيل سنة 1867م في مدينة سلفادور بولاية باهيا، مؤكّدًا أنّ الحكومة البرازيلية تكفل حرية الأديان والدّعوة إليها ونشرها.كيف يقضي مسلمو البرازيل شهر رمضان الكريم؟ يعتبر شهر رمضان موسم خاص لكثير من المسلمين وفرصة للتزوّد من الإيمانيات، ويقوم أبناء الجالية بارتياد المساجد لأداء الصّلوات وصلاة التّراويح وقيام اللّيل، وتقوم بعض المساجد بإحياء سنّة الاعتكاف، وليلة القدر الّتي يكون لها برنامجًا خاصًا في جميع المساجد البرازيلية.ويستقبل المسلمون الشّهر الكريم بالفرح وتزيين المساجد، فهي فرصة لهم للتّلاقي وزيادة الإيمان، من خلال المشاركة في الصّلوات المختلفة والتبرّع والتطوّع في كثير من المشاريع الخيرية. والجالية المسلمة تحمل الكثير من الشّوق والحنين لبلاد الإسلام، فكلّ من هاجر إلى هذا البلد حمل بين جنباته ذكريات وصور رمضان في بلاده الأصلية، لذلك نجد أنّ رمضان يتلوّن بكافة الثقافات والّتي توضّح التّمازج بين شعوب مختلفة استقرّت في البرازيل وحافظت على ثقافتها خلال سنين مرّت عليها في هذه البلاد البعيدة عن بلاد المسلمين.وتوضّح الرّوايات التّاريخية، أنّ أوّل صلاة جماعية للتّراويح، أقامها الشّيخ عبد الرّحمن البغدادي في البرازيل كانت عام 1867م في مدينة سلفادور بولاية باهيا حينما زارها وأخبر في مخطوطته “مسلية الغريب بكلّ أمر عجيب” أنّه أقامها عشر ركعات تخفيفًا على المسلمين في ذلك الوقت.كيف يرى البرازيليون شهر رمضان؟ يحترم البرازيليون الدّين الإسلامي وكلّ الأديان، وهذا مبدأ عام يتربّى عليه النّاس في هذه البلاد، ويجدون أنّ الصّيام جميل جدًّا ولكنّه شاق بالنسبة لهم، وتكثر أسئلتهم حول هذا الشّهر الكريم وهي فرصة للتعريف بديننا الإسلامي الحنيف.وكيف يتعامل الإعلام هناك مع المسلمين في هذا الشّهر تحديدًا؟الإعلام البرازيلي له دور هام جدًّا، ويهتم بتغطية دخول شهر رمضان المبارك وتقديم شرح حوله وزيارة المساجد والمراكز الإسلامية للتّعريف بالمسلمين ومظاهر رمضان المختلفة، وكذلك الأمر بالنسبة لنهاية الشّهر وعيد الفطر، حيث تحرص وكالات الأنباء والتلفاز والصحف على أن تكون هناك مادة تعرّف بهذه الشّعائر الدّينية..هل لسلوك المسلمين دورٌ في التأثُّر بالإسلام وسط المجتمع البرازيلي؟ بلا شكّ، فإنّ سلوك المسلمين يكون له دور في التأثّر بالإسلام، حيث يأخذ البرازيليون صورة طيّبة عن الإسلام، وبعضهم يعتنق الإسلام بسبب سلوك أتباعه، وهذه أفضل الطرق للدّعوة والتّعريف بديننا الإسلامي الحنيف. وقد فطنت المؤسسات الإسلامية لهذا الأمر، ولذلك قامت بمناشط اجتماعية لخدمة الفقراء والمحتاجين من الطبقات الفقيرة والمتوسطة في الأحياء الفقيرة ولمدّة يوم كامل نهاية كلّ أسبوع خلال شهر رمضان، حيث تقدّم الرّعاية الصحيّة والّتي تشمل الفحوصات المجانية للنّظر والدم والضغط والأسنان، وكذلك أنشطة ترفيهية للأطفال، كما تقدّم مصلحة الأحوال المدنية خدمات لأبناء هذه المناطق كاستخراج شهادات الميلاد والهوية، ويلبّي هذا النّشاط الآلاف من أبناء المنطقة الواحدة، إضافة للأنشطة التّعريفية بالإسلام من خلال توزيع الكتب والمطويات والرد على الاستفسارات المختلفة حول الدّين الإسلامي، ويعتبر هذا المشروع من أفضل الطّرق للدّعوة إلى سماحة الإسلام والقضاء على ظاهرة الإسلاموفوبيا.وهل تأثّر المجتمع البرازيلي بحملات الإسلاموفوبيا في الغرب؟ يوجد هناك تأثير ولكنّه ما زال محدودًا إذا ما تمّت مقارنته بما يحدث في بقيّة البلدان، حيث أنّ قوانين الدولة صارمة فيما يخصّ الحقوق الدّينية والحريات، ونظام الحكومة البرازيلية يكفل حرية الأديان، والدّعوة إليها، ونشرها، وتساعد الحكومة البرازيلية المؤسسات الإسلامية الّتي تريد بناء مساجد أو مدارس بمنحها أرضًا مجانية لإقامة مشاريعها عليها. وأصدر رئيس الجمهورية السابق “لولا” قرارًا جمهوريًا باعتبار يوم 25 مارس من كلّ عام يومًا لتكريم الجالية العربية، كما أصدر برلمان ولاية “ساو باولو” قرارًا باعتبار يوم 12مايو من كلّ عام يومًا للإسلام، وأيضًا أصدر برلمان البرازيل قرارًا باعتبار يوم 29 نوفمبر من كلّ عام يومًا للتّضامن مع الشّعب الفلسطيني، أمّا بالنسبة لحرية المرأة المسلمة، فهي تتمكّن من وضع صورتها بالحجاب في الهوية وجواز السفر وهذا حقّ يكفله الدستور، كلّ ما سبق ساهم في الحدّ من ظاهرة الإسلاموفوبيا.هل قضية اندماج الجالية المسلمة في المجتمع مطروحة كما في الغرب؟ قضية الاندماج مطروحة وبشدّة، وهذا حدث بالفعل، حيث استقرّ المهاجرون العرب في البرازيل وأصبحوا أهلها، وأغلبهم لا يفكّر بالعودة، ومنهم الآن من يتولّى مناصب في الدولة وحياتهم مرتبطة بالبرازيل من الولادة إلى الممات.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات