قال عزّ وجلّ: “خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ” الأعراف:199 . فمن أعرَض عن الجاهلين حمى عِرْضَه، وأراح نفسه، وسلِم من سماع ما يؤذيه، والجاهلون هم السّفهاء الّذين لا يُحَكِّمون العقل في جدالهم أو نقاشهم، ومِنْ ثَمَّ فلا سبيل إلى إنهاء الجدال بشكل متحضِّر، فتُصبح أفضل الطّرق لحفظ الأخلاق هو الإعراض عنهم، وعدم الدخول في مهاترات لا تنبني عليها نتائج طيّبة.فبالإعراض عن الجاهلين، يحفظ الرّجلُ على نفسه عزّتَها، والعرب تقول: “إنّ من ابتغاء الخيرِ اتّقاءَ الشرِّ”، عن أَنس رضي الله عنه قال: كُنتُ أَمْشِي مَعَ رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وعليه بُردٌ نَجْرَانيٌّ غلِيظُ الحَاشِيةِ، فأَدركَهُ أَعْرَابيٌّ، فَجبذهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَة شَديدَةً، فَنظرتُ إلى صفحة عاتِقِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، وقَد أَثَّرَت بِها حَاشِيةُ الرِّداءِ مِنْ شِدَّةِ جَبذَتِهِ، ثُمَّ قال: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لي مِن مالِ اللهِ الذي عِندَكَ. فالتَفَتَ إِلَيْه، فضحِكَ، ثُمَّ أَمر لَهُ بعَطَاءٍ”.وعن أبي هريرة رضي الله عنه أَنّ رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: “لَيس الشَّديدُ بِالصُّرعَةِ، إِنَّما الشديدُ الّذي يَملِكُ نفسهُ عِند الغضبِ”، ورُوي أنّ رجلاً نال من عمرَ بن عبد العزيز، فلم يُجِبْه، فقيل له: ما يمنعك منه؟ قال: “التُّقى مُلجِمٌ”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات