"هناك من يريد استثمار حادثة أورلاندو لخدمة أجنداته السياسية"

+ -

ما خلفية حادث الاعتداء على النادي الليلي بأورلاندو الذي تبناه تنظيم داعش؟ لا يزال الأمر غير واضح تماما، هناك معلومات متضاربة حول هذا الموضوع، هناك أنباء تحدثت عن وكالة أنباء قريبة من داعش أعلنت مسؤولية داعش عن الموضوع، ولكن في نفس الوقت هناك تشكيك إن كانت هناك علاقة ما بين الجاني والتنظيم، ولكن بعد حوالي 20 دقيقة من بدء هجومه اتصل بالإسعاف وقال لهم إنه يوالي تنظيم داعش وأبو بكر البغدادي، وعبّر عن التعاطف مع الأخوين جوهر تسارنايف وتامرلان، اللذين قاما بهجوم في بوسطن عام 2013، وفي نفس الوقت وعندما سئل والده عن أسباب هذا الهجوم، قال إنه لا يعتقد بأن ابنه تصرف لأسباب دينية، وأنه كان غاضبا قبل فترة عندما رأى رجلين يتعانقان أو يقبلان بعضهما البعض، وهناك من يعتقد أن اختياره لهذا النادي يبعث برسالة أيضا، وبذلك يجب انتظار نتائج التحقيقات.يأتي الاعتداء متزامنا مع خطاب حاد لأحد مترشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية، دونالد ترامب، هل مثل هذه الحوادث يمكن أن تساهم في تطرف أكبر لشريحة من الناخبين؟ السياسيون في كل الأماكن أحيانا يحاولون الاستثمار في حوادث مشابهة لتحقيق أهدافهم وأجنداتهم الخاصة، وهذا ربما ما نراه بالنسبة للمرشح ترامب الذي غرد، أول أمس، وقال إنه حصل على تهان من كثيرين، لأنه أشار إلى خطر الإرهاب الراديكالي الإسلامي، بينما السياسيون الآخرون لم يتجرأوا على قول ذلك، ودعا المرشحة هيلاري كلينتون إلى الانسحاب من الترشيح لأنها لم تستخدم هذه العبارات، ودعا حتى الرئيس أوباما إلى التنحي، وذلك يظهر بأن هذا المرشح يحاول استخدام هذا الأمر لأغراضه الخاصة، وهناك أيضا سياسيون آخرون وبعض أعضاء الكونغرس يقولون “إننا لم نكن أقوياء كفاية، ويجب علينا الذهاب للقضاء على الإرهاب”، بينما هناك آخرون يقولون إن سياسات التدخل الخارجي واستعمال القوة لم تحم الأمريكيين، بل زادت من العمليات الإرهابية، وبذلك فإن هناك جدلا كبيرا دائرا حول موضوع اقتناء الأسلحة، وهو ما أشارت إليه المرشحة هيلاري كلينتون والمرشح برني سندرز، اللذان قالا إنه يجب فرض قيود على اقتناء السلاح، وخاصة الأسلحة الأوتوماتيكية، لأن هذه هي التي تؤدي إلى مقتل أعداد كبيرة من المواطنين والناس العاديين، بينما هناك من يعارض مثل هذه الأفكار ويقول إن الدستور الأمريكي والمادة 2 على وجه الخصوص تحمي حقوق المواطنين في اقتناء السلاح.يلاحظ انتماء الجاني عمر صديقي لشركة “جي.فور.أس” الأمنية، وهي شركة متعددة الجنسيات معروفة بارتباطها بإسرائيل، هل يمكن أن يدفع ذلك إلى إثارة أسئلة حول توقيت وخلفيات ما حدث؟ لا توجد أي معلومات مؤكدة عن ذلك، ولذا قلت يجب الانتظار إلى حين انتهاء التحقيقات، هناك بدأت تبرز على أن هذا الشخص كان والده مرشحا للرئاسيات الأفغانية، وقام هو وأنصاره بمظاهرة أمام مقر ماتو، يدعو فيه الأخير لدعمهم بالأسلحة لمواجهة طالبان، وبالتالي عمر حصل على رخصة لاقتناء السلاح، وكان يعمل في شركة أمنية خاصة دربته على استعماله، وبالتالي هناك الكثير من الأسئلة التي لا يوجد أجوبة عنها، والعديد من المعلومات التي يبدو أحيانا أنها متناقضة.هل نستطيع القول إن ربط ترامب العملية بالمسلمين يندرج في إطار الإسلاموفوبيا؟ هناك تيار موجود داخل الولايات المتحدة الأمريكية وحتى في أوساط بعض السياسيين الأمركيين، وحتى من بين أعضاء الكونغرس الذي انتقد أحدهم أمس المرشحين هلاري كلينتون وبرني ساندرز، لرفضهما استخدام عبارة “الإرهاب الإسلامي الرادكالي”، فهناك تيارات موجودة في الولايات المتحدة لديها أجندات وأهداف سياسية تستغل هذا التشويه الذي تقوم به هذه العمليات من قبل الجماعات الإسلامية المتطرفة، وتلصقه بجميع المسلمين، رغم أن هناك إرهابيين مسلمين ويهود ومسيحيين وبوذيين و.. و.. يعني المسألة لا يجب أن تكون إلصاق هذه التهمة بدين معين أو طائفة معينة، ولكن أيضا هناك أصوات كثيرة أخرى برزت أول أمس من سياسيين ومرشحين للرئاسة حذروا وقالوا يجب أن نبقى موحدين، وأن لا نصغي إلى الإشاعات، ويجب أن لا نوجه التهم جزافا، وبالتالي هذا الموضوع محور نقاش وجدال، إلا أن الكثير من الأمريكيين ومن طوائف مختلفة رفضوا توجيه التهمة لكل المسلمين فقط لكون الشخص الذي قام بهذه العملية قد تكون له خلفية إسلامية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات