إنّ إغاثة الملهوف وإجابة المحتاج والسّعي في قضاء حوائج النّاس لهو دليل على قوّة الإيمان وصدق الإخاء.. وإنّ إغاثة الملهوف وإعانة أهل الحاجات سلوك إسلامي أصيل، وخلق نبويّ قويم، تقتضيه الأخوة الصّادقة، وتدفع إليه المروءة ومكارم الأخلاق.وإنّ أصحاب النّجدة والمروءة لا تسمح لهم نفوسهم بالتأخّر أو التردّد عند رؤية ذوي الحاجات؛ فيتطوّعون بإنجاز وقضاء حوائجهم طلبًا للأجر والثّواب من الله تعالى. وانظر إلى الشّهم الكريم نبيّ الله موسى عليه السّلام: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}، وهكذا أصحاب النّجدة والمروءة يندفعون دفعًا نحو المكرمات، ومنها إغاثة الملهوفين وذوي الحاجات.وإغاثة الملهوفين صدقة من العبد له أجرها وبرّها، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “على كلّ مسلم صدقة”. قالوا: يا نبيّ الله! فمن لم يجد؟ قال: “يعمل بيده ويتصدّق”، قالوا: فإن لم يجد؟ قال: “يُعين ذا الحاجة الملهوف...”.وعن ابنِ عمر رضي الله عنه أنّ رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال: “المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ وَلا يَسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات