38serv
تعد الزاوية الرحمانية من بين أهم الزوايا السبع التي احتضنت الطرق الصوفية القادمة من العالم الإسلامي في قسنطينة، والتي كان مهدها بيت آل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كانت مهمتها قراءة القرآن وذِكر الورد للتحرر من العالم الدنيوي وتهذيب النفس على طاعة الله.ويعتبر الحاج عبدالرحمان الباشتارزي المتوفي سنة 1806م مؤسس هذه الزاوية بوسط المدينة القديمة في قسنطينة في القرن 18، حيث يتواجد ضريحه بها، اتباعًا للطريقة الرحمانية التي أسسها عبدالرحمان الأزهري الجرجاري.كانت الزاوية خلال الفترة الاستعمارية منارًا للذكر وممارسة النشاطات الدينية على غرار تعليم القرآن والصلاة وتقديم دروس الوعظ والإرشاد، وأضواؤها لا تنطفئ في شهر رمضان وباقي المناسبات الدينية، حيث يجتمع الكبير والصغير أصحاب الأخلاق الحميدة والذاكرين الذين تتعالى أصواتهم من أجل التسبيح والتكبير وتلاوة القرآن.وكانت أيضًا فضاءً للتآزر الاجتماعي، في الصدقة وفتحها لعابري السبيل، حيث لا تزال العديد من العائلات القسنطينية تقوم بإخراج قصاع الطعام للزاوية ليلتف حولها المحتاجون وعابرو السبيل.يذكر أن العلامة عبدالحميد بن باديس رحمه الله تعالى، والذي عرف بمحاربته للطرقية والشعوذة، كان يزور هذه الزاوية في المناسبات الدينية، حيث تعرف باستقامتها وابتعادها عن طقوس الجهل والانحراف الديني التي وقعت فيها بعض الزوايا ولم تحد عن طريقها، وهو الأمر الذي سمح بتواجدها إلى غاية اليوم، وممارسة دورها الديني رغم أن جزءًا كبيرًا خضع للترميم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات