يعود سجل الذاكرة بإنتاجات محطة قسنطينة الجهوية، إلى سلسلة “أعصاب وأوتار” الكوميدية، التي عكست صورة معاناة المجتمع واحتياجاته الاجتماعية والاقتصادية في فترة معينة بالنوع الساخر، جعلت المتفرج ومع كل حلقة يندمج معها ويضحك على سلوك يمارسه هو ويرى نفسه فيه.❊ لم تستثن سلسلة “أعصاب وأوتار” في تناولها لمواضيع حلقاتها المتنوعة، التي كانت تبث مرتين أو أكثر في الشهر، فئة معينة أو المجتمع القسنطيني فقط، بل تعدّت إلى حال كل الجزائريين الذين كانوا يتقاسمون نفس المشاكل والهموم والبحث عن أبسط ضروريات الحياة التي كان المواطن يفتقدها أواخر سنوات السبعينيات وإلى غاية الألفين، حيث دخلت كل البيوت وكانت تحظى بشعبية كبيرة من قبل المتفرجين، بعد أن ألفوها وظلوا يطالبون بها، خاصة وأنه لم يرتبط ظهورها بالشهر الكريم، حيث أجمع بعض ممن كانوا يتابعون السلسلة لـ”الخبر”، أنها كانت تعالج ظروف المواطن ومشاكله مع بيروقراطية الإدارة وتحضيراته للمناسبات الدينية، وهناك حلقات صالحة لوقتنا الحالي.وذكر رشيد زغيمي الذي صاحب جميع الأعداد المصوّرة إلى غاية آخر عدد منها “بعد الشعبية الكبيرة لفرقة “بهاليل” التي كانت تنشط مسرحيا وتلفزيونيا إلى غاية سنة 1974، جاءت فكرة سلسلة “أعصاب وأوتار” من طرف المخرج محمد حازورلي سنة 1974، حيث كوّن فريق العمل من ممثلين داخل وخارج قسنطينة. وأضاف أن العدد الأول منها كان يعرض في المساء في حدود الساعة الرابعة والخامسة، حيث كانت ضيّقة المشاهدة، وبالرغم من ذلك، فإن بعض المتفرجين كانوا يهنئونهم على ما عرض بنفس جديد وطريقة رائعة”.وقال زغيمي، إن ّالمخرج ارتآى أن تكون حلقات غنائية، حيث كانت له رفقة عنتر هلال وعلاوة زرماني بعض الوصلات الغنائية، في مواضيع بسيطة لكن هادفة، على غرار حلقات “الفنان”، “أكشاك الهاتف الثابت” تم تناولها بسلوكيات المواطن التي يفعلها يوميا، مسترسلا أنه صدفة وبتغيير موعد “أعصاب وأوتار” وبثه ليلا، حيث يكون جميع أفراد العائلة أمام شاشة التلفزيون والقناة الوحيدة التي يملكونها آنذاك، وجدوا أنفسهم أمام نسبة مشاهدة عالية وإقبال عليها، جعل الطلب يكون على شكل حلقتين في الشهر لمعالجة حكايات عن طريق السكاتش وإرضاء المشاهد، كما كانت الحلقة تنتهي بوصلة غنائية لأشهر فناني الجزائر من كل جهات الوطن على غرار الحاج الفرڤاني، المناعي وغيرهما”. واعتبر أنه ورغم الإمكانيات الضعيفة التي صوّر به العمل، حققت السلسلة نجاحا كبيرا، كان سره في معايشة المواطن الذي يحتاج إلى عدة ضروريات، حيث يتعب الفرد من أجل الحصول على أبسط الأشياء ولم يكن كل شيء متوفر لديه وتداخل بين الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، كما ساعد على إبراز العمل وجود فريق من الفنانين المحترفين، الذين كانوا يرتجلون ويساعدون على إثراء السيناريو والحوار. مشيرا إلى أن تزايد الطلب على هذه السلسلة أكسبهم شهرة وثقة في تقديم الأفضل. ويضيف أيضا أنه من بين إيجابيات العمل، الإبقاء على الأسماء الحقيقية للفنانين في الأدوار التي أدوها، وهو ما جعل الدور المسند يعيش معهم داخل استوديو التصوير وخارجه وظلوا معروفين بهذه الأسماء إلى وقتنا هذا.وذكر أن أجزاء سلسلة “أعصاب وأوتار”، ظلت قائمة منذ سنة 1974 إلى غاية 2010، حيث تم تصوير 10 حلقات عرضت حلقة واحد منها فقط وتوقفت بعد ذلك إلى وقتنا الحاضر، ويأمل أن تعرض هذه الحلقات المجمّدة والعودة بالعمل من جديد، خاصة مع وجود الفنانين الذين شاركوا فيه، على غرار حسان بن زراري ونوال زعتر، الشابة يمينة وفاطمة حليلو.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات