"الجهاز الهضمي أكثر أجهزة الجسم تأثرا في رمضان"

+ -

في حديثه لـ”الخبر” عن آثار الأكل السيئ خلال شهر الصيام، أكد البروفيسور سعدي بركان، رئيس مصلحة أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أن تغير نوعية الأكل في رمضان وتميزها بارتفاع ملحوظ في الحريرات والكربوهيدرات، ناهيك عن إقبال الصائم على الأكل بسرعة ونهم، يؤدي إلى حدوث خفقان شديد بالقلب وانتفاخ بالمعدة وضيق في التنفس، ليتقدم بنصائح للصائم شملها الحوار التالي.يتغير النمط الغذائي الذي اعتاده جسم الإنسان في الأيام العادية ليعتمد نمطا معينا في رمضان، ما أثر ذلك على الجهاز الهضمي وبقية الأعضاء؟ يجب أن يعرف القارئ أن الجهاز الهضمي هو أكثر أجهزة الجسم تأثرا خلال شهر الصيام، والسبب راجع للتغير في ساعات الأكل وفي قيمة الحريرات والكربوهيدرات الممثلة في الأطعمة التي تتحول إلى جلوكوز أو سكر في أجسامنا بعد هضمها، حيث يطلق عليها مجازا السكريات. فالإقبال على استهلاك الكثير من الأطعمة المسكّرة، على غرار قلب اللوز، طاجين اللحم الحلو، والمشروبات الغازية التي تحوي سكرا مركزا، يمكن أن يتسبب في ارتفاع مستوى الأنسولين حدّ الذروة عند الإفطار، في الوقت الذي كان مقسما على مختلف الوجبات اليومية، كما أن تناول أطباق غنية بالحريرات والكربوهيدرات والإقبال عليها بنهم وبسرعة يتسبب من جهة في تعب وخفقان القلب وضيق في التنفس وانتفاخ على مستوى المعدة من جهة أخرى، وهنا أفتح القوس لأشير إلى أن الصائم يكون في صحة جيدة أثناء فترة صيامه، وبمجرد انتهاء إفطاره تنتابه الحالات التي أشرت إليها سابقا يتصدرها انتفاخ المعدة وضيق التنفس، التي عادة ما يكون ابتلاع الأكل دون مضغه جيدا أحد أسبابها، علما أن هذه الطريقة السيئة للأكل تؤدي إلى تخزين معتبر للدهون والسكريات، ما يتسبب في زيادة الوزن بل والسمنة المفرطة.هل لنا أن نتعرف على الأمراض التي تمس الجهاز الهضمي خلال شهر الصيام؟تتمثل هذه الأمراض أساسا في قرحة المعدة وهي جرح مزمن في المعدة ينتج عن زيادة في الأحماض، يتعرض لها الشخص الصائم، حيث إن صيامه مدة 17 ساعة تكون خلالها المعدة فارغة يجعل من الحمض الذي تنتجه المعدة والذي لا يجد أغذية يتقوّت منها يهاجمها، ما يتسبب في حدوث جرح على مستواها أو ما يطلق عليه بقرحة المعدة، علما أن المعدة تنتج يوميا 1.5 لتر من الأحماض التي تتدخل أثناء عملية الهضم وتسهلها، وبالتالي فإن لم تجد تلك الأحماض أغذية تهاجم المعدة. كما أن هناك ما يعرف بالارتجاع المعدي المريئي، وهو من الحالات المرضية التي تحدث بعد الأكل ويتمثل في رجوع إفرازات المعدة الحمضية إلى المريء، ما يؤدي إلى حدوث ضرر في الغشاء المخاطي للمريء كالالتهاب، وعليه يتوجب على من يعانون أصلا من مشاكل على مستوى المعدة أن يراجعوا طبيبهم قبل الإقبال على الصيام، لينصحهم بالصيام ويرافقهم بأدوية خاصة أو يمنعهم أصلا عنه.بماذا تنصحون الصائم الجزائري حتى يتجنب عسر الهضم وغيره من المضاعفات الصحية؟ أنصحه طبعا بالأكل المتوازن والحرص على المضغ الجيد أثناء تناول وجبة الفطور، مع تجنب كل ما من شأنه أن يتسبب في عسر الهضم، مثل الأغذية الدسمة والمشروبات الغازية وغيرها من الأغذية غير الصحية، كما أنصحه بالمشي بعد وجبة الإفطار وتفادي التدخين خاصة من لهم سوابق مع قرحة المعدة، إذ من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم المشكلة. أما من يعاني من أمراض مزمنة على غرار أمراض القلب والسكري وغيرها من الأمراض، فعليه أن يراجع أطباءه قبل حلول شهر رمضان لطلب النصيحة ورخصة الصيام من عدمه، لأن بقاءه مدة أكثر من 16 ساعة دون حماية دوائية قد يعرضه للخطر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات