المغني الحاج أحمد :"أعشق حريرة المرمز والمطلوع"

يستقبل الفنان الحاج أحمد شهر رمضان بالتحميد والتهليل شكرا لله على بلوغه صيام هذا الشهر الكريم، الذي يؤثر على مزاجه طيلة النهار، حيث يعاني القلق وتوتر الأعصاب، خاصة في الفترة المسائية، ويرجع هذا السلوك إلى تبعات إدمانه على التدخين وشرب القهوة، لهذا السبب يبتعد عن ضوضاء مدينة الشلف.يعتبر الحاج أحمد، وهو الاسم الفني للفنان كريم سليماني، من بين الفنانين الجادين والهادفين في عملهم بولاية الشلف، لكونه يعالج جميع المواضيع التي تتعلق بالظواهر السلبية التي تنخر المجتمع، حيث اتخذ من الوسائط الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي وسيلة لنشر أعماله الفنية، ومخاطبة جمهوره في ظل تعرّضه إلى التهميش والإقصاء من طرف مديرية الثقافة لولاية الشلف. ورغم ما يعتبره حصارا مفروضا عليه من إدارة الثقافة، إلا أنه يستغل كل الوسائل للوصول إلى جمهوره، غير أنه في رمضان تقل الأعمال الفنية.يبدأ يوم الحاج أحمد بعد صلاة العصر وتنطلق رحلة بحثه عن اللبن وخبز ”المطلوع” الذي يحضّر غالبا في الفرن الطيني في المناطق الريفية، لأنه يحب تناول هذا النوع من الخبز التقليدي مع وجبته المفضلة ”حريرة المرمز”، قبل أن يتفرغ لارتشاف القهوة واستهلاك سيجارة. لا ينسى الحاج أحمد أداء صلاة التراويح، ليتفرغ بعدها لإنجاز أعماله الفنية، سواء تصوير فيديوهات أو تركيبها، ويقول إنه انقطع عن السهر ليلا ويفضل البقاء في البيت مع أبنائه بعد عودته من أستوديو التصوير.ومن بين أعمال الحاج أحمد التي أحدثت ضجة ولقيت تجاوبا كبيرا من الجمهور، انتقاده لوزراء التجارة والثقافة السابقين، قبل أيام من تنحيتهما في التعديل الوزاري، إضافة إلى شنه حملة ضد وزيرة التربية بن غبريت بعد حديثها عن استخدام العامية في التدريس، وتحدث بسخرية عن دور نواب البرلمان وظاهرة تقشف الحكومة، ومشكل السكن الذي يؤرق الكثير من العائلات، وحتى انتقاد الناخب الوطني السابق غوركوف، أياما قبل مغادرته للجزائر، وغيرها من المواضيع المحلية لولاية الشلف.«كدت أفقد حياتي في أول يوم من الصيام”يتذكر الفنان الحاج أحمد حادثة وقعت له في أحد أيام شهر رمضان، التي حفرت في ذاكرته، عندما كان في سن الثامنة ويقول ”الوالدة رحمها الله فرضت علي الصوم وتزامن يومها مع حرارة شديدة، حيث لم أقدر على إتمام الصيام، فخارت قواي ثم سقطت أرضا أمام أعين الوالدة بسبب العطش الشديد، فهرولت باتجاهي وقامت بتمديدي على السرير وطلبت مني المزيد من الصبر قائلة ”يا أوليدي تمدد.. فإذا جاءك الموت تكون ممدد الجسم”.ويقول الفنان الحاج أحمد إنه تعلم قداسة هذا الشهر العظيم الذي كان الآباء يولون له أهمية كبيرة، ويعلمون أبناءهم فريضة الصوم في سن مبكرة حتى يتعوّدون على الصبر وتحمّل آلام الجوع والعطش، ومنه يحسون ولو قليلا بمعاناة الفقراء الذين يتألمون طوال أشهر السنة من الفاقة وقلة الطعام.