لا توجد أفلام جزائرية تعرض في رمضان تتحدث عن السياسة وعن الفساد وسوء التسيير، كما هو الحال في جميع البلدان العربية، ولا توجد مسلسلات تتحدث عن الواقع الاجتماعي السياسي الجزائري بمنظور نقدي فني، كما هو حاصل في المغرب أو تونس.. أو كان يحصل في مصر وسوريا أيام زمان.أين المسلسلات والأفلام الجزائرية التي تتناول موضوعات الراهن السياسي الاجتماعي الجزائري، كما كانت تفعل المسلسلات المصرية والسورية بالراهن السوري والمصري آنذاك. مثل “ليالي الحلمية” في مصر.. “ضيعة تشرين” في سوريا.. و«كأسك يا وطني”؟!متى يتناول الكتاب الجزائريون والسينمائيون الجزائريون مسائل التحول الاقتصادي والسياسي الحاصل في الجزائر منذ عشريات! متى نتعرض بالنقد الفني لمراحل عشرية الدم ومراحل عشرية الفساد التي تلت عشرية الدم؟ !لماذا يتهرب كتاب الجزائر من الخوض في المسائل التي لها علاقة بالسياسة، ولماذا يتهرب رجال الفن السينمائي في الجزائر من الخوض في مسائل لها علاقة بالراهن السياسي الذي نعيشه.. ويحمل في طرافته روائع فنية سينمائية ماتزال عذراء لم تمس بالنقد الفني!هل قدرنا أن تبقى الأعمال الفنية السينمائية في القنوات الفضائية البائسة رهينة “ساندويتشات” الفن الهابط، من أمثال حصص الكاميرا المخفية التي تضحك على المشاهد فنيا أكثر مما تضحكه؟! وتظهر للشعب غباء الوزراء والسياسيين أكثر مما تظهر ذكاء رجال الفن والإعلام!هل بقاء الفن السينمائي الجزائري أسيرا للضحك المبكي البائس بـ«ساندويتشات” الفن الهابط سينمائيا سببه خوف الكتّاب ورجال السينما من الخوص في المسائل ذات الصلة بالراهن السياسي الاقتصادي الاجتماعي المقلق، أم الأمر يعود إلى خوف هؤلاء من السلطة إذا اقتربوا من هذه الموضوعات!أليس في الجزائر كتّاب بالعربية والفرنسية بإمكانهم رصد الظواهر السياسية الاقتصادية التي حصلت في الجزائر، والتي لا تقل أهمية، من حيث الحبكة الدرامية في الوقائع، عن حكايات أحمد عز والبدري في مصر، وحكايات آل الأسد في سوريا؟!إلى متى تبقى هذه الموضوعات مناطق محرمة لا يجوز دخولها؟! هل يمكن أن نتحدث عن وجود وزارات للإعلام والثقافة وإمكانيات البلد في هذين المجالين شبه معطلة تماما، أموالها موجهة إلى تنمية الرداءة والضحك المبكي؟!لماذا لا نشاهد نقاشات في وسائل الإعلام بمختلف أنواعها عن هذا التقصير الذي يبدو أنه لا يخلو من التعمد.. إنها مجرد تساؤلات تحتاج لإجابة[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات