معلـم قديم يحكي تاريـخ منطقـة "عــروس الزيبـان"

+ -

 في قلب مدينة بسكرة، يقع سوق زقاق برمضان الذي يعد قبلة لجميع شرائح المجتمع، خاصة النسوة اللائي يقصدنه من جميع الأحياء والبلديات للتبضع، نظرا لتوفره على كل ما تحتاجه المرأة البسكرية، فضلا على أنه تحول بحكم شهرته إلى نقطة التقاء جارة قديمة أو قريبة أو صديقة، لدرجة أنه أصبح مكانا للترفيه بحكم انعدام أماكن التسلية.ولهذا السوق حكاية مع التاريخ، لأن عمر وجوده يعود إلى عشرات السينين.يحمل السوق اسم حي زقاق برمضان، يضم في أزقته محلات متنوعة تختص في كل ما تحتاجه المرأة كالملابس والعطور والأحذية ولباس العروس وكذا التوابل والمواد الغذائية، وفي الشق الثاني ينتشر باعة الخضر والفواكه واللحوم وأصحاب الطاولات، كل واحد يبيع من أجل الاسترزاق بطريقته.والملاحظ أن رواج التجارة ساهم بشكل مباشر في غلاء كراء المحلات ورفع سوق العقار بشكل مذهل، ويكفي التأكيد بأن المساكن الواقعة في الشوارع المهمة يقوم أصحابها بكراء جدرانها للباعة لعرض سلعهم.واللافت أن الفضاء التجاري كسب شهرة، بحكم أنه متجذر في حياة أهل المنطقة وكبر معهم وتحول إلى أحد معالم وشواهد المدينة. وفي هذا الصدد، تقول السيدة بوطبة الزهرة، إحدى المهتمات بالصناعة التقليدية والطبخ، إن والدتها التي تزوجت في 1943 اقتنت حاجياتها من هذا السوق.  وحسب المتحدثة، فإن النسوة يتوجهن إلى سوق زقاق برمضان لأنهن متأكدات أنهن سيجدن فيه كل حاجياتهن، فهو سوق متعدد يباع فيه الذهب واللباس والأحذية والتوابل والخضر والفواكه، والأهم أن تجاره يحسنون التعامل مع الزبائن.القيمة المعنوية لهذا السوق جعلتنا نبحث في تاريخه، حيث يفيد أحد قاطني الحي، الأستاذ المسرحي خيذر احميدة، بأن الشارع الذي يحتضن السوق سمي باسم العلامة سيدي مصطفى بن رمضان الذي مازال مسكنه المنجز بالحجارة “دار الحجر” في آخر الشارع شاهدا على ذلك. وتاريخيا، كان يطلق على المكان سطر الملوك نسبة إلى الملوك الذين كانوا يزورون باي قسنطينة الذي كان يقضي الشتاء في بسكرة وبالضبط في “حوزة الباي” و”دار الباي” في آخر الزقاق.كما كان يطلق على السوق “سوق الحشيش”، لأن هذه المدينة آنذاك كان يقام فيها سوقان للحشيش، الأول يقام صباحا بحارة الوادي، والثاني بزقاق برمضان بعد العصر وتباع فيه أعلاف الحيوانات والحبوب.ومع مرور الوقت، تطور النشاط وانتشرت محلات الجزارة، ثم ظهر أصحاب التوابل ودكاكين المواد الغذائية أمثال صميدة، وعمار السوفي والشهيد القدري الذي استشهد داخل محله بقنبلة فجرها العدو وبلوطة ومداسي ولحميدي وآخرين، ثم تطور السوق في الثمانينات وأصبحت تباع فيه الخضر والفواكه والألبسة وذاع صيته.ورغم عراقة السوق، إلا أنه في الوقت الحالي يغرق في الفوضى وانتشار الكلام البذيء والشتم العلني، وبات يحتاج إلى فرض تنظيم يريح الباعة والمتسوقين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات