الجيش السوري على مشارف معقل داعش بالرقة

+ -

 أحرز الجيش السوري تقدما كبيرا في مواجهته مع تنظيم داعش، حيث باتت أولى الوحدات العسكرية السورية وحلفائها على بعد عشرين كيلومتر عن أهم معقل لداعش، وسط كثافة نارية وتغطية من الطيران الروسي، حيث يتضح بأن المحور الروسي السوري الإيراني، يرغب في الوصول إلى تحرير الرقة قبل بلوغ القوات الكردية نفس الهدف، وهي القوات المدعومة من قبل قوات خاصة ومستشارين أمريكيين ولكن أيضا بريطانيين وفرنسيين. التسابق باتجاه الرقة يبقى قائما، لأن سقوط المدينة المعقل سيمثل انتصارا معنويا على داعش، ولكن أيضا تكتيكيا، وهو ما تم إدراكه من قبل خبراء استراتيجيين، سجلوا تغيرا في تكتيك الجيش السوري الذي كان يركز على فتح ثغرات باتجاه المطار العسكري “طبقة”، ليتبين بأن هذه الخطوة كانت مجرد مناورة لتفتيت جهود وقوات تنظيم داعش.وقد باتت، أمس، الوحدات الخاصة منها “صقور الصحراء” السورية على بعد 20 كلم من مداخل مدينة الرقة، وبالتالي على مرمى رماية المدفعية الثقيلة، وتستفيد هذه القوات من كثافة التغطية الجوية الروسية، التي جعلت من معركة الرقة إحدى أهم معاركها في سوريا، فإلى جانب ارتقاب سقوط مطار طبقة العسكري فإن القوات السورية قامت بعملية التفاف على المنشأة لتركز هجماتها على المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية للرقة.إلا أن الصعوبة تكمن في تمازج عناصر تنظيم داعش داخل النسيج العمراني والسكاني، على غرار ما يتم في حلب أيضا، ما سيصعب من مهمة الوحدات العسكرية السورية، لاسيما وأن التنظيم يلجأ عادة إلى استخدام المفخخات والألغام بكثافة، وتلغيم البيوت كتكتيك عسكري تبين تأثيره ميدانيا في الكثير من المواقع. وعلى صعيد متصل، لا تزال قوات سوريا الديمقراطية الكردية تباشر عملياتها العسكرية، حيث قطعت قوات “سوريا الديمقراطية” طرق الإمداد الرئيسية لتنظيم “الدولة الإسلامية” بين سوريا وتركيا، وباتت تطوق كليا مدينة منبج شمال حلب، لكنها لم تحسم المعركة التي أخذت طابع الكر والفر، وكانت قوات “سوريا الديمقراطية” التي تحظى بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قد تمكنت في الأيام الأخيرة من قطع الطريق التي تربط منبج بمعبر جرابلس (شمال) والمستخدم لعبور الأسلحة والتمويل إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”.كما قطعت هذه القوات طريق منبج-الرقة (شرق)، أبرز معاقل التنظيم في سوريا، إلا أن حدة المعارك أخرت تقدم هذه القوات سريعا باتجاه الرقة، وهو ما استفادت منه القوات السورية النظامية للزحف سريعا على الرقة، وإن كانت القوات الكردية قد ضمنت مناطق جديدة لصالحها، وهو ما يثير قلق تركيا التي تستشعر خطر قيام كيان كردي سوري، بعد كردستان العراق، هذا الوضع يدفع تركيا إلى التحرك، للحيلولة دون سقوط مناطق التماس على الحدود بين سوريا وتركيا، لاسيما “أعزاز”، ليتسع نطاق المواجهات بمتغيرات وأطراف متعددة على الساحة السورية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات