انتقد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الدكتور عبد الرزاق قسوم حالة “الانتكاس والانتقاص” الّتي أصابت المنظومة التربوية و«شوّهت مقاصدها وكشفت عن هشاشة معاهدها”، منبّهًا إلى “ضخامة التّحديات الّتي واجهت منظومتنا منذ القديم، ولعلّ أبرزها الغزو الثقافي الّذي كان همّه طمس معالم وجودنا وإذابة خصائص حدودنا”.وعزا قسوم، في افتتاح الملتقى الوطني حول “المنظومة التربوية ومقوّمات الهويّة الوطنية” أمس بدار القرآن الشّيخ أحمد سحنون في بئر مراد رايس بالعاصمة، الفضائح الّتي أصابت المنظومة التربوية إلى “سوء التّشخيص وقلّة التّمحيص، وقبح التّنصيص، مستنجدًا بأهل الاختصاص من أجل “إخضاع منظومتنا للفحص الدقيق، والتحليل العميق لإيجاد الحلّ العلمي الّذي يليق”.وأفاد قسوم أنّ “المنظومة الباديسية نجحت في إثبات وجود جيلنا، لمَا تميّزت به من إيجاد تعليم عربي اللّسان، جزائري الانتماء، إسلامي القيم وإنساني الأهداف”، مؤكّدًا أنّ المدرسة الأساسية عزّزت هذا التوجّه بالتأكيد على “الثوابت مع تعزيزها بالانفتاح العلمي الإنساني الناجح”.وأبدى المتحدث أسفه لاتهام جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بـ “أوصاف مقيتة كالبعثية والعصبية والرجعية ومعاداة الحداثة والتقدمية”، بسبب تنبيهها الأمّة من خلال “نداء” حول “فساد” المنظومة الحالية الّتي أدّت إلى “سوء النتائج والغايات”، وكذا “التلاعب بهويتها الّتي لا تقبل المساومة، وعقيدتها الّتي هي صمام المقاومة، ووطنيتها الّتي هي أقوم المبادئ”، نافيًا أن يكون هدفه “العِداء لأيّ أحد”، وإنما هو “تنبيه لما يُحاك لمشروع مجتمعنا من أجل صيانته وحمايته من الغزو والاستلاب”، ودعا العلماء من أهل الاختصاص إلى “النأي بمنظومتنا عن التوجّه الأيديولوجي الانسلابي السخيف، وإبعادها عن التسيّس اللامسؤول”، مشدّدًا على أنّ أيّ تعليم يُفصَل مناهجه عن المقوّم الخُلقي هو “بمثابة فصل الجسد عن القلب في الإنسان”.وشارك في هذا الملتقى نخبة من أبرز المختصين المجال التربوي كالدكتور عبد القادر فضيل، والدكتور عثمان سعدي، والأستاذ حمزة بلحاج صالح، لدراسة مكانة اللغة والتربية الإسلامية والتاريخ في المنظومة التربوية، إلى جانب مقاييس الجودة وكذا قراءة في مناهج الجيل الأوّل والثاني في المنظومة التربوية، من خلال رؤية استشرافية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات