الجزائر رفضت مشروع إنشاء منطقة آمنة داخل الأراضي الليبية

 ناقشت دول غربية مع الجزائر وتونس قبل سنة مقترح إنشاء “منطقة آمنة” أو “منطقة عازلة” بعمق 100 كلم داخل الأراضي الليبية. المقترح كان بديلا للتدخل العسكري الغربي المباشر في ليبيا، إلا أن المشروع أجهض في وقت مبكر، كما أجهض مشروع لإنشاء منطقة عازلة أقصى شرق ليبيا تقوم قوات جوية غربية بتأمينها.رفضت القيادة السياسية والعسكرية في الجزائر في منتصف عام 2015، أي قبل نحو سنة، مقترحا لإنشاء منطقة آمنة داخل الأراضي الليبية بالتعاون مع الجزائر وتونس. وقال مصدر أمني إن دولا غربية اقترحت على تونس والجزائر في شهر جوان 2015 إنشاء منطقة آمنة في شرق ليبيا، تمتد من ساحل المتوسط غرب العاصمة الليبية طرابلس وصولا إلى الحدود مع النيجر، تديرها الحكومة الشرعية في ليبيا، ويمكنها استيعاب قوات عسكرية للحكومة الليبية، إلا أن المقترح رفض في الجزائر، كما رفضته تونس في حينه.ويتضمن المقترح تعاون دول غربية مع قواتها الجوية عبر تسهيلات في قواعد القوات الجوية الجزائرية، وإرسال طائرات جزائرية للمشاركة في عمليات تأمين منطقة آمنة في غرب ليبيا تمتد على عمق 100 كلم في غرب ليبيا، من شاطئ البحر المتوسط إلى الحدود مع النيجر في أقصى جنوب ليبيا.وقال مصدرنا إن المشروع تمت مناقشته بين 6 دول هي تونس، الجزائر، فرنسا، إيطاليا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، وجاء كاقتراح من قوى سياسية ليبية وممثلي بعض القبائل الليبية، ويهدف لتوفير منطقة آمنة إنسانيا يمكن لدول جوار ليبيا أن تحميها بقوات جوية، في تكرار لسيناريو التدخل الجوي الغربي في ليبيا في عام 2011.وتضمن المشروع أن تتعاون تونس بتوفير ممرات جوية للطائرات الحربية الغربية، كما توفر الجزائر تسهيلات عسكرية مختلفة للطائرات التي تراقب المنطقة الآمنة، وتساعد القوات الشرعية في ليبيا على السيطرة. المشروع كما يقول مصدرنا بلغ درجة متقدمة، حيث تضمن بعض التفاصيل مثل تعداد القوات الجوية الواجب توفرها للسيطرة على المنطقة الآمنة، إذ كان يفترض أن تتوفر 80 طائرة حربية و60 طائرة مروحية، إلا أن القيادة السياسية في الجزائر التي استلمت المقترح رفضته بناء على مبدأين، الأول عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول، والثاني الإبقاء على سياسة إبقاء الجيش الوطني داخل الحدود البرية للجزائر، وعدم تنفيذ أية عملية عسكرية خارج الحدود. وقال مصدرنا إن مقترح إنشاء منطقة عسكرية عازلة داخل الأراضي الليبية لمنع تسلل الإرهابيين كان يفترض أن يتم بقوات جوية جزائرية فقط.