38serv
تنتشر بولاية تبسة ببلدياتها الـ28 أكثر من 10 فضاءات تسوُّق شعبية تُنظم أسبوعيا، تعرض فيها مختلف المواد والبضائع من الألبسة والأحذية والخضر والفواكه واللحوم الحمراء، لاسيما الماعز الذي يقبل عليه مرضى الكولسترول.ومن أشهر هذه الفضاءات السوق الأسبوعي لكل من بلديتي عين الزرقاء وبئر مقدم، وذلك يوم الخميس من كل أسبوع، حيث تعج هذه الفضاءات، التي لا تبعد سوى مسافة قصيرة من مقر البلدية، بحركة منقطعة النظير، خصوصا في شهر رمضان الفضيل.أهل المنطقة من البلديتين يتخذون من هذه الأسواق موعدا منذ عشرات السنين، وحتى منذ الحقبة الاستعمارية، للتمون بالمواد الغذائية والخضر والفواكه ومختلف الأواني والتجهيزات المنزلية القديمة منها والجديدة، وما يشد الانتباه أن مساحات واسعة من هذه الفضاءات خصصت لبيع اللحوم الحمراء التي تعرض في الهواء الطلق، مع ما يحمله ذلك من مخاطر صحية على المستهلكين. وبشأن هذه الوضعية قال عمي إبراهيم أحد رواد السوق ساخرا منا عندما تحدثنا عن الأضرار الصحية “إن الأمراض والأوبئة عندكم في المدن، أما نحن فمنذ زمن طويل نأكل ونستهلك من هذه السوق بعين الزرقاء، ولم نسمع بأحد أصابه تسمم أو تُوفي، عدا بعض الحالات التي تتسوق في المدينة وتأكل اللحم المجمد أو حلويات كبرى التجمعات العمرانية”.وقد لفت انتباهنا العديد من الوجوه المعروفة محليا مشكلة طوابير أمام مذبحة للماشية والماعز على الهواء الطلق، حيث تتم عملية السلخ والتعبئة في مركبات المتسوقين الذين يقصدون المنطقة حتى من الجزائر العاصمة وولايات أخرى لاقتناء لحم الماعز الصغير “البرشني” الذي ثبت علميا أنه خال من الكولسترول ويخفف معاناة المصابين به، وقفز سعر لحم الماعز من 900 دينار للكلغ الواحد إلى 1200 دينار، بسبب زيادة الطلب خصوصا على صغير الماعز الذي يرعى في المناطق الجبلية ويتغذى على أعلاف طبيعية من الغطاء النباتي (الإكليل والحماض..).ثم يأتي لحم النعاج الطاعنة في السن “الشارف” بـ1000 دج للكلغ لاستعمالها في ما يعرف “القديد” أو “الخليع والمسلي”، حيث تحفظ لحومها بطريقة تقليدية لمدة لاستهلاكها في أطباق الشتاء أو في حساء “الحلة” خلال شهر رمضان الكريم.وبالرغم من الأخطار الصحية في ظل غياب رقابة منظمة لمثل هذه الأسواق الشعبية، فإن أهالي هذه البلديات ذات الطابع الريفي مصرون على أن نظافة ونقاوة أسواقهم لن ترقى لها فضاءات التسوق في المدن، وأن الجميع أيضا يعتقد جازما بأن قمة لذة الحياة في هذه المناطق الأسواق الريفية الشعبية التي تندثر تدريجيا، لتغيب تقاليد تجذرت في تاريخ الجزائر العميقة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات