صورة أخرى للتسيّب والفساد؟! 

قالوا إن سعداني أقعد الركاب نصف ساعة في أرضية مطار هواري بومدين، لأن السيارة التي تقله من مدرج الطائرة إلى القاعة الشرفية لم تحضر! وأن عمارة بن يونس كان بين هؤلاء الركاب الذين احتجزهم سعداني في الطائرة، لأنه شخصية وطنية تحجز لها الطائرات وتفتح لها الصالونات الشرفية وتقطع لها الطرق؟!حدثني أحد الجزائريين على علاقة جيدة بالفرنسيين فقال: إن العواصم الأوروبية أصبحت تواجه مشاكل مع الجزائريين من نوع (V.I.P) الذين يجوبون أوروبا بجوازات سفر دبلوماسية! فهم يحملون مبالغ مالية خيالية أكبر من المبالغ المالية التي يسمح بحملها! وعادة ما تكون هذه الأموال سائلة! وعندما تتدخل السلطات للسؤال عن هذه الأموال، يستخدم حاملوها الحصانة الدبلوماسية، وجواز السفر الدبلوماسي.. وفي بعض الأحيان تتدخل السلطات الجزائرية عبر السفارات لحماية هؤلاء من المساءلة عما يحملون من أموال! أي أن السلطات الجزائرية وعبر حكاية الحصانة الدبلوماسية للشخصيات أصبحت تساهم في خرق قوانين هذه البلدان جهارا نهارا... والحمد لله أن بلادنا أصبحت تصدّر الفساد عبر مسؤوليها إلى أوروبا وتعلّبه بالحماية الدبلوماسية !الجزائريون الذين يحملون صفة (V.I.P) أصبحوا يتجنبون وضع أموالهم في البنوك الفرنسية بصفة مباشرة مخافة المساءلة عن المصدر.. لأن فرنسا تطبق مبدأ من أين لك هذا؟ويفكر الفرنسيون والأوروبيون عموما في حل يمكنهم من الوصول إلى المبالغ الهامة التي أصبح هذا النوع من (VIP) يكتنزها في خزانات حديدية في البيوت! ويستفيدون من حماية القانون الأوروبي لحرمة المنازل.بالتأكيد أن الترابندو الذي يرعاه الـ (VIP) في السلطة الجزائرية في ساحة بورسعيد رعاية تامة، قد مدد نشاطه إلى أوروبا أيضا، عبر القاعات الشرفية للمطارات الجزائرية، وربما عبر الحقائب الدبلوماسية أيضا! وهكذا أصبح الفساد في الجزائر يسبب إزعاجا لقوانين مكافحة الفساد في أوروبا بكاملها.وعندما يستطيع (VIP) بمثل سعداني أن يوقف طائرة كاملة نصف ساعة في المطار، وهو عائد إلى البلد، فكيف لا يستخدم أمثاله ومن هم أكثر منه مسألة الحصانة الدبلوماسية والقاعة الشرفية في تهريب الأموال إلى أوروبا؟!ولكصاسي عندما أبعد من منصبه، على خلفية السماح بتحويل أموال بطريقة غير شرعية، يعد مظلوما، لأن الأموال قد تحوّل بالطائرات عبر القاعات الشرفية وبحقائب (VIP) كما يذكر الفرنسيون.