"المغرب ابتز هولندا لكنه في النهاية رضخ للحق"

38serv

+ -

كيف تقرأون تنازل المغرب عن مطلبه الرامي إلى إدراج الصحراء الغربية ضمن اتفاق مع هولندا الخاص بالضمان الاجتماعي؟ المغرب أراد بيع ما لا يملكه، وما ليس عنده عليه دليل بامتلاكه، وبالتالي الموقف مع هولندا هو نفس الشيء الذي سيتكرر مع الاتحاد الأوروبي، ومع أمريكا، المغرب لا يملك الصحراء، وليس له دليل مادي واحد مكتوب عليه أنها أرضه وأنه يمارس عليها السيادة، وبالتالي فهذا موقف طبيعي، فهو رفض وتعنت وقام بالكثير من الابتزازات ضد الحكومة الهولندية، ولكنه في النهاية رضخ للحق، إذ لا يمكن بأي شكل من الأشكال إدراج الصحراء الغربية في التراب المغربي، حتى الهولنديون أنفسهم ولو أرادوا لن يمكنهم القيام بذلك. ما الذي يمكن أن يفرزه مثل هذا التصرف، وهل يمكن أن يمتد إلى دول أخرى، خاصة وأن المغرب حاول التشديد على عدم التوقيع في حالة عدم إدراج الأراضي الصحراوية؟ مشكل المغرب هو أن فرنسا وإسبانيا عوّدتاه على أنه الابن المدلل، يعطيانه كل ما يريده، حلالا كان أو حراما، ولكن العالم ليس كله إسبانيا وفرنسا، فإن كان هذان البلدان على استعداد لتغيير قوانينهما، فالعالم، وشكرا لله، ليس فرنسا، وليس إسبانيا. جاء هذا التنازل في وقت لا تزال العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي يكتنفها الكثير من التوتر، هل يمكن انتظار الكثير من التنازلات من المغرب؟ وهل ما حدث يخدم القضية الصحراوية؟ المغرب لا يمتلك الصحراء حتى يتنازل عنها، بل هو مقبل على مواجهة الحقيقة، وقد رأينا ذلك مع الاتحاد الأوروبي، وحتى المحكمة الإسبانية.طبعا فالقضية الصحراوية قضية حق في مواجهة القوة، وأي أحد ينظر إلى الأمور من الزاوية القانونية وزاوية الحق فإنه سيناصر الشعب الصحراوي ضد المغرب، ولكن المشكل يكمن في الدول التي لا تقيم أي اعتبار للقانون والحق، وكل ما تحضر فرنسا وإسبانيا فإنه ستكون حماية المغرب.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات