ذهب بعض المتأخرين من الفقهاء والباحثين في الفقه والتفسير كما قال الشيخ أحمد الشرباصي في كتابه “يسألونك في الدين والحياة”، إلى استحسان الأخذ بحساب الفلك في تحديد هذه المواقيت، وعلل هذا البعض رأيه بأن إثبات أول رمضان وأول شوال هو كإثبات مواقيت الصلاة.وقد أجاز العلماء والمسلمون عِلمًا وفهمًا وعملاً أن نعتمد على حساب علماء الفلك في صلواتنا الخمس كل يوم. ومِن مقاصد الشريعة الغراء اتفاق الأمة المسلمة كلها في عبادتها ما أمكن التوصل إلى هذا الاتفاق. ولو تقرر لدى أولي الأمر العمل بالتقاويم والحسابات الفلكية في تحديد مواقيت شهري الصيام والحج كمواقيت الصلوات، لكان ذلك من مظاهر التوفيق والاتحاد بين المسلمين.ونحن بين أمرين: إما أن نعمل بالرؤية في كل العبادات من ناحية مواقيتها أخذًا بظواهر النصوص، وحينئذ سنقع في مصاعب كثيرة، إذ يجب بعد ذلك على كل مؤذن أن لا يؤذن حتى يرى نور الفجر الصادق ظاهرًا في الأفق وهو بداية فرض الفجر، ولا يؤذن للظهر حتى يرى زوال الشمس عن وسط السماء، ولا يؤذن لصلاة المغرب حتى يرى الغروب. وإما أن نعمل بالحساب المقطوع به لأنه أقرب إلى مقصد الشارع وهو العلم القطعي بالمواقيت وعدم الاختلاف فيها، وحينئذ يمكن وضع تقويم عام تبين فيه الأوقات التي يرى فيها هلال كل شهر في كل قطر عند عدم المانع من الرؤية، وتوزع في العالم، فإذا أضافوا إلى الأخذ بالتقويم والحساب القيام بعمل الرؤية كان ذلك مزيدًا من التأكد.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات