+ -

 فهمونا.. هل الدولة المدنية التي نادى بها سعداني على حساب المخابرات والعسكر قد فشلت حتى عاد العسكر والمخابرات للإشراف على تنظيم امتحان البكالوريا؟! هل إصلاحات بن غبريت التربوية لا تناسب الدولة المدنية السعداوية أم ماذا؟! ربما لأن الغش أصبح إرهابا هو الآخر يحارب بالعسكر؟الرئيس وسعداني يطالبان الجيش بالخروج من السياسة.. فلماذا تعيده بن غبريت إلى الإشراف حتى على الامتحانات التربوية وليس السياسة فقط؟!إذا كان الجيش يحارب تهريب المخدرات على الحدود، ويحارب الترابندو في الصحراء ويشرف على تنظيم الانتخابات ويشرف على إنجاح كل العمليات التي تعجز عنها الحكومة المدنية بما فيها توزيع قفة رمضان بعدالة.. فلماذا يتحسس الناس من تدخل الجيش في الحياة السياسية؟ هل الحياة السياسية أهم من عملية التسيير اليومي للوضع الأمني والحكومي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد؟!الجيش لم يتدخل في زلزال المدية هذه المرة، ولذلك لاحظنا أن المنكوبين (على قلتهم) عانوا الكثير من المتاعب.. حتى في موضوع الخيام والإطعام رغم قربهم من عاصمة البلاد!إذا كان الحال هو هذا.. وأن المؤسسات المدنية وصل بها العجز والهوان وقلة الحيلة إلى حد عدم القدرة حتى على تنظيم امتحانات البكالوريا وضمان أمنها.. فلماذا لا نذهب مباشرة إلى أخذ الجيش زمام الأمر وكنس هذه المؤسسات المدنية العاجزة والبائسة؟لماذا تدفع البلاد أجور مؤسسات مدنية عشش فيها الفساد والرداءة وقلة الحيلة إلى حد أنها أصبحت عاجزة حتى عن تنظيم نفسها!عندما كتبت قبل أيام في هذا الركن قائلا إن التسريب الذي حدث في البكالوريا ليس سببه أجهزة المخابرات التي أبعدها سعداني.. بل التسريب وقع لأن المخابرات لم تعد تشرف على الأمر كما كان من قبل.. وحدث هذا تنفيذا لإصلاحات سعداني المدنية وبن غبريت التربوية. وهاهي مهمة تنظيم الامتحانات الاستدراكية تُكلّف بها المخابرات من جديد؟! هل هذا فشل سعداني وبن غبريت في تمدين الحكم.. أم فشل السياسة والسياسيين وفشل مؤسسات الدولة المدنية.. والعودة إلى المربع الأول الذي كنا فيه قبل عقدين من الزمن؟!إن الأمر خطير جدا ويتطلب التفكير الجدي لما نحن فيه من ترهل لمؤسسات الدولة.. وهو وضع أصبح ينذر بتفكك عام قد نصل معه إلى حالة أخرى أكثر خطورة يصعب التحكم فيها حتى على المؤسسة العسكرية لا سامح الله.لهذا فمن الأفضل أن نسارع في اتخاذ إجراءات عاجلة لإصلاح الأوضاع جذريا قبل أن تتحول إلى أوضاع غير متحكم فيها[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات