38serv

+ -

ما قراءتك لتداعيات حادث التفجير الدموي الذي استهدف حافلة الشرطة بإسطنبول؟ لا أستبعد أن يكون حزب العمال الكردستاني وراء حادث استهداف الجنود الأتراك، لأنه هو المختص في استهداف قوى الشرطة، ويجب على الدولة التركية أن تعلم وتدرك جيدا بشكل أو بآخر أن حزب العمال الكردستاني أكبر حجما من تنظيم داعش، ولديه دراية أكبر منه، ويتلقى دعما إقليميا، وله تواجد في الإقليم مختلف عن السنوات السابقة، وبلا شك هو الآن بمثابة ورقة في أيدي أعداء الدولة التركية، والتسهيلات الأخيرة وتجاوزه من الحدود إلى العاصمة إسطنبول تكشف حجم الأطراف الداعمة له بقوة والتي تدفعه نحو التموضع القوي في المنطقة، وبالتالي على الدولة التركية أن تعي بأن داعش وحزب العمال وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن غض الطرف في مواجهة الاثنين، وأؤكد أن حزب العمال أخطر من داعش، ويحاول افتراش العاصمة في تركيا، والانتقال من العمق، وهي استراتيجية عملية ومحاولة للضغط والدفع بتركيا إلى الوراء.كيف سيكون رد أنقرة في مواجهة حزب العمال الكردستاني في اعتقادك؟ قد تتوجه الدولة التركية لحزب الشعب الديمقراطي الذي يؤثر بشكل كبير على المسألة الكردية، داخليا، وخارجيا ستقوم بضرب الأكراد في سوريا لما يمثله الوضع من خطورة وحلقة صعبة في المشهد السياسي التركي، ومحاولة لتضييق الخناق على التجربة السياسية التركية، مع العلم أن الحالة الكردية كانت تتميز بطابع انغماسي، ونجحت اليوم في التشعب وأصبحت أكثر قوة، والعملية التي قامت بإسطنبول ستعطي الأكراد دفعا نحو المضي وتنفيذ مزيد من العمليات الإرهابية، وقوة وجود أردوغان في المشهد تدفع نحو ضغط مفصلي لمواجهة الأكراد، والحد من التموضع الذي بات عليه بضربة قاتلة في امتداداته في الخارج التركي، ثم الداخل لقطع الإمدادات والتمويل الذي يحصل عليه من دول أخرى، مع الإشارة إلى أن الدولة التركية تتهم أطرافا إقليمية بدفع حزب العمال لتنفيذ عمليات إرهابية، بعدما ضخت إليه الدم مجددا، لكن الحالة الكردية معقدة وهناك المتدين بنسخه المتعددة، والتجربة التي حدثت في العراق في الفترة الأخيرة، كشفت عن وجود أكراد إسلاميين وسطيين في مواجهة البشمركة، بما يؤكد أن الحالة الكردية ليست على قلب رجل واحد، ونجد أيضا من يكون ضد هذه الممارسات.البعض يتهم أمريكا باستخدام الأكراد كورقة ضغط لتقسيم المنطقة، ما رأيك؟ هذه حقيقة، وذلك راجع لعدة عوامل، أبرزها أن الجانب الكردي يعتبر الأكثر تنظيما ويدرك تماما بحروب العصابات، بينما تحاول الدولة التركية بشكل حقيقي أن تسجل رقما في التسليح العسكري والصناعة العسكرية والسياحة والاقتصاد، والأمريكان والغرب لا يوجد لديهم أفضل من ورقة الأكراد للعب في المنطقة وتقسيمها، في الوقت نفسه يثيرون ملف البوليساريو والصحراء الكبرى وعدد من القضايا الأخرى، حتى نظل ندور في دائرة مفرغة ولا تقوم لنا قائمة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات