المُصلى الذي تحدى به المسلمون كنيسة المستعمر الفرنسي

+ -

 شهدت مدينة تيسمسيلت بناء أول مصلى في تاريخها سنة 1914م بأمر من شيخ زاوية بن شرقي بونجار بمدينة العطاف التابعة لولاية عين الدفلى، ثم تحول مع مرور الزمن إلى مسجد يحمل الاسم ذاته إلى غاية بداية العشرية الأخيرة، حيث تم هدمه وإعادة بنائه من جديد وتحول اسمه إلى المسجد العتيق.يقع المسجد العتيق في قلب مدينة تيسمسيلت، ورغم صغر مساحته وعدم توفره على مساحات خارجية يتسع إلى حوالي ألف مصل. ويروي أحفاد الشيخ بن شرقي بونجار، وهو الشيخ محمد، أن جده الذي كان يقطن بالعطاف أمر أحد أتباعه بتخصيص قطعة أرضية صغيرة كانت بحوزته لبناء مصلى للناس وجعله مقصدًا لتعلم القرآن والعلوم الشرعية، مؤكدًا أن جده عاش وتوفي في العطاف وظل حريصًا على استمرارية هذا المصلى ودوره الديني والاجتماعي الذي كان يلعبه.ويذكر أن أول مَن أمّ الناس فيه الشيخ الحاج جلول بوعبيب، حيث تخرج على يده الكثير من المشايخ وحفظة القرآن، وكان وقتها يقوم بإصلاح ذات البين والفتوى الشرعية.وعن قصة تحوله إلى مسجد يتكون من دار تعلوها صومعة، يقول المتحدث ذاته “في الخمسينيات قام المستعمر الفرنسي ببناء كنيسة على مقربة مسجد بلال حاليًا، ما دفع بالمسلمين إلى رفع التحدي، رغم الفقر وقلة الإمكانات، فقاموا بجمع التبرعات وتم فعلاً بناؤه”.وظل المسجد شامخًا ومقصدًا لكل سكان المنطقة، وبقي أيضًا على حالته إلى غاية بداية العشرية الأخيرة، حيث قررت سلطات الولاية هدمه وإعادة بنائه بمواصفات عصرية وذات معالم إسلامية وكذا تغيير اسمه.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات