"مسلمو روسيا يعانون من نقص الكوادر المؤهلة للوعظ والإرشاد"

+ -

كشف الشيخ نفيع الله عشيروف، مفتي عام ورئيس الإدارة الدينية المركزية لمسلمي القسم الآسيوي من روسيا، في حوار خص به “الخبر”، أن مسلمي روسيا يعانون من نقص الكوادر المؤهلة للوعظ والإرشاد، مشددًا على ضرورة العمل للنهوض بالتعليم الإسلامي لحماية أبناء المسلمين وترسيخ العقيدة الإسلامية في نفوسهم.كيف يقضي المجتمع المسلم الروسي المتكون من أقليات إثنية كثيرة شهر رمضان؟ يستقبل مسلمو روسيا شهر رمضان المبارك كغيرهم من المسلمين في العالم، ينتظرون شهر رمضان الكريم بشوق وسرور باعتبار أنه فرصة ثمينة من أجل تثبيت دينهم وثقافتهم في نفوسهم، حيث يقوم أكثر من 25 مليون مسلم روسي بكافة الفرائض والشعائر الإسلامية، ويرفع بها الأذان كل يوم خمس مرات، إضافة إلى أداء صلاة التراويح والعيد. ولكن رمضان في مناطق سيبيريا الشاسعة يتميز من أكثر البلاد العربية بمدة إمساك عن الطعام لفترة طويلة، من الساعة الثالثة صباحًا إلى غاية العاشرة أو الحادية عشرة مساء، أي إمساك ما يقرب من 20 ساعة. أما في شمال سيبيريا، أي في المناطق القطبية، حيث لا تغرب الشمس، فيتزامن رمضان هذه السنة مع الليالي البيضاء التي يستمر فيها النهار 24 ساعة دون غروب الشمس ولو لدقيقة واحدة، ويؤدي المسلمون صيامهم وفريضة صلاتهم في الوقت المحدد بمقارنة توقيت أقرب مدينة تغرب فيها الشمس وبها مسجد.كيف توصف للقارئ الكريم خصال التضامن بين مسلمي روسيا في رمضان؟ قدوم شهر رمضان المبارك فرصة هامة لتعميق التواصل العائلي والإنساني ومشاعر الحب والسلام بين بني البشر عامة ومع أخيه المسلم خاصة، قال صلى الله عليه وسلم: “المسلم مَن سَلِم المسلمون من لسانه ويده”.وتقام في هذا الشهر المبارك بعض البرامج في المساجد التابعة للإدارة الدينية المركزية لمسلمي القسم الآسيوي من روسيا، كالدروس التعليمية لمبادئ الإسلام، وموائد الإفطار الجماعية لكل مَن يرغب بالمشاركة فيها. كما تقام طوال الشهر المبارك جميع الشعائر الدينية من صلاة التراويح وقراءة القرآن الكريم في المساجد، بالإضافة إلى إقامة موائد الإفطار في بيوت المسلمين، حيث يجتمع حول المائدة الرمضانية عائلات الأقارب والأصدقاء وسكان القرية.هناك إقبال متزايد على الإسلام في روسيا الاتحادية، فهل من إحصاء جديد لهم؟ يصل عدد سكان روسيا إلى 25 مليون نسمة، ويمثل القومية الروسية من هذا العدد (79٪)، ويتزايد عددهم باستمرار. ويتوزعون في كل مناطق روسيا، حيث يمثلون بحوالي 17-18٪، سوى الجمهوريات المسلمة (بحكم ذاتي: تتارستان، باشكيرستان، داغستان، الشيشان، إنغوشييا، كباردين–بلقار، كراتشاي –شيركاس، أديغييا، والأوسيتية الشمالية) وعدد المسلمين فيها يقدر ما بين 60٪ و90٪.ما هي أهم القضايا التي تواجههم في الوقت الراهن؟ وكيف أمكنكم حلها؟ يعاني مسلمو روسيا من نقص الكوادر المؤهلة للوعظ والإرشاد، ولا يخفى على أحد أن غالبية العلماء قد قتلوا وغابوا في المنفى إلى سيبيريا في العهد الشيوعي، ولا يوجد الآن على الساحة الروسية مَن يعوض هؤلاء. كما أن بعض المناطق البعيدة والنائية تحوي مساجد خالية من الخطباء، فتجد المسلمين فيها يجلسون يوم الجمعة في المسجد دون إمام يُسبحون ويُكبرون ويدعون الله ثم يخرجون بلا أداء صلاة الجمعة المفروضة عليهم.وتعمل الإدارة الدينية في روسيا حاليًا على الاستعانة بالجامعات والمؤسسات التعليمية الإسلامية من خارج روسيا، وهناك بعض الطلاب يدرسون في الجامعات العربية والإسلامية، كالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعة الأزهر بالقاهرة وجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية في قسنطينة. ونؤكد على ضرورة العمل للنهوض بالتعليم الإسلامي لحماية أبناء المسلمين وترسيخ العقيدة الإسلامية في نفوسهم، من خلال افتتاح المدارس الإسلامية في مختلف أنحاء روسيا كقازان وأوفا وموسكو.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات