+ -

 يعتبر من مشاهير السينما الجزائرية أثناء الثورة التحريرية وبعدها، معروف بالبشاشة وحب الكلام، فنان عبقري، متكامل، متعدد المواهب، مشهور عند العامة باسم "بوبڤرة" الاسم الذي بقي مغروسا في ذاكرة الجمهور الجزائري إلى اليوم، إنه الممثل الفكاهي حسن الحسني، أو حسن ابن الشيخ نسبة لاسم العائلة. ولد سنة 1916 بمنطقة بوغار بولاية المدية بالجزائر، يعتبر مدرسة في فن الضحك، بفضل تقمّصه لشخصيات نابعة من قلب الريف، كما عرف من خلال أعماله بشخصية "نعينع"، ثم بشخصية "بوبڤرة"، لتعدد أدواره من فلاح إلى قاض في الكثير من الأعمال، منها "ريح الأوراس" و"حسن طيرو" ثم "الأفيون والعصا"، "الأسر الطيبة"، "وقائع سنين الجمر" وغيرها من الأعمال السينمائية الجيدة، والتي كان آخرها فيلم "أبواب الصمت" للمخرج الجزائري عمار العسكري. وقد توفي حسن الحسني أثناء تمثيل آخر لقطاته في هذا الفيلم، وكان ذلك يوم 25 سبتمبر 1987، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى عين النعجة بالجزائر العاصمة. ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، استغل الفنان فرصة اشتغال المستعمر بالحرب، فأنجز عدة أعمال ذات أهداف وطنية كلّفته السجن عدة مرات، منها سجنه بجنان بوزريج ببشار سنة 1945، سركاجي بين 1945 ـ 1946 وما بين 1948 و1949 بسجن البرواڤية والبليدة. واستغل الفنان وجوده في السجن والمعتقلات لتقديم عروض مسرحية فكاهية ذات بعد وطني في أوساط المعتقلين، كان الهدف منها توعية وتنمية الحس الوطني وشحذ هممهم بقضيتهم العادلة، كما كان له نشاط سياسي، حيث ناضل في صفوف كل من حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية.شارك في عدة أفلام تجاوز عددها الأربعين، بدءا بفيلم "المشعوذ" سنة 1959، إلى آخر فيلم سنة 1987 "أبواب الصمت" للمخرج عمار العسكري. ومن أهم الأفلام التي تألّق فيها، نذكر "ريح الأوراس" سنة 1966، "الأفيون والعصا" سنة 1969، "عطلة المفتش الطاهر" سنة 1972، "وقائع سنين الجمر" 1974، "بوعمامة" 1983. وقد شارك في أفلام إيطالية وفرنسية كفيلم "الاعترافات الحلوة"، و"مصرية مثل سوق القرية".أشاد الفنان المسرحي عبد الحميد رابية، بخصال الممثل حسن الحسني قائلا إنه "أحد أعمدة المسرح الجزائري الذي لا يمكن أن يعوّض، شخصية متديّنة، محافظة وملتزمة ومناضلة، عرف منذ الصغر بحبه للفن لدرجة تحويل عديد أعماله إلى أهداف وطنية كلّفته السجن عديد المرات"،  اعتبر رابية الراحل بوبڤرة عملاق الكوميديا والسينما في الجزائر  والشخصية التي جمعت بين الثقافة والسياسة، كونه شارك في عديد الأعمال المسرحية. كما أسّس عديد الجمعيات الثقافية ونظّم القطار الثقافي، بالتحاقه بفرقة المسرح الوطني رفقة الراحل محي الدين بشطارزي، كما أسّس أول فرقة شعبية خاصة مع أعمر أوحادة، مصطفى العنقى، ومحبوب اسطنبولي، وعبد المجيد مسكود، في نفس الوقت كان مناضلا في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والحركة الوطنية الجزائرية، كما كان برلمانيا وعضو المجلس الشعبي الوطني منذ 1977 إلى غاية 1980 مع رابح بيطاط الذي يتذكر رابية حديثا دار بين بيطاط والراحل حسن حسني حين سأله بيطاط "واش تقول؟" وكان جواب حسن حسني"لوكان نقول تو كول" ومعناه لو أقول ستغرق السفينة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات