مسنون يفضلون عدم الإفطار في رمضان وشعارهم "صوموا تصحوا"

38serv

+ -

يفضل الأغلبية من كبار السن صيام شهر رمضان المعظم، متحدين بذلك الأمراض التي يعانون منها والتغيرات الفيزيولوجية التي تطرأ عليهم جراء تقدم العمر، ويرفعون شعار "صوموا تصحوا"، رغم التعليمات التي غالبا ما تعطى لهم من طرف الأطباء بضرورة الإفطار وعدم المجازفة بحياتهم.كشفت شهادات عدد من المسنين، الذين تحدثت إليهم "الخبر"، بأن الكثير من هؤلاء يصرون على صوم رمضان كاملا، رغم أن بعضهم غالبا ما يجدون أنفسهم غير قادرين على إتمام ساعات الصيام.بوخميس "79 سنة"، متزوج له أبناء وأحفاد، يقول "رمضان هو الشهر الذي أنتظره كل سنة، فلا يمكنني أن أفطر فيه.. حقيقة أن صحتي ليست جيدة، لكن الله تعالى يعطيني القوة، وأرى بأن الصوم يساعدني ويرفع من معنوياتي ويجعلني أشعر بالسعادة والصحة مع كل يوم أصومه، خاصة اللمة العائلية التي لا تلتئم إلا في هذا الشهر، ولا أستطيع حرمان نفسي منها".من جهته، أحمد "83 سنة" مغترب سابق، كشف بأنه يرفض الإفطار؛ لأنه، كما قال: "لا أقبل مهما كانت الظروف أن أطلب من ابنتي أو زوجات أبنائي أن يقوموا بإعداد أطباق الفطور والغداء لي"، ويضيف "لكنني لو كنت في فرنسا، لكان الأمر سهلا وأقبل الإفطار؛ لأن هناك مقاهي ومطاعم مفتوحة ولا أحد يراقب الآخر".أما يمينة "76 سنة" أرملة، فأكدت هي الأخرى أنها ترفض الإفطار في شهر رمضان، إلى درجة أنها، كما قالت: لا تحب الحديث عن الموضوع، والسبب، كما أضافت "إن الإفطار في رمضان هو بالنسبة إلي إحساس بقرب النهاية والموت. أما الصيام، فيعطيني الأمل والإحساس بالقوة وعدم العجز والاستمرار في الحياة"، وأشارت من جهة أخرى إلى أنها لا تستطيع في غالب الأحيان استكمال ساعات اليوم صائمة، لكنها تصر على عدم الإفطار.كبار السن مثل الأطفاليرى الدكتور بواب ضياء الدين، أخصائي في أمراض الغدد والسكري بمدينة جيجل، بأن شهر رمضان يمثل مرحلة حرجة للطبيب وكبار السن على حد سواء، باعتبار أن الأغلبية من هؤلاء لا يتقبلون فكرة الإفطار، رغم تأثيرات الصيام على صحتهم، مشيرا إلى أن أمراض ارتفاع الضغط الدموي، والسكري، وأمراض الكلى، وأمراض القلب، والروماتيزم، التي غالبا ما تصيب كبار السن، إضافة إلى التغيير الفيزيولوجي الناتج عن تقدم العمر الذي يمس مراكز العطش والجوع لديهم، يجعلهم مثل الأطفال ذوي أجسام لا تتحمّل صعوبة ومشاق 17 ساعة كاملة من الصيام، خاصة وأن شهر رمضان هذه السنة سيشهد صوم أطول يوم في السنة "21 جوان". ويؤكد المتحدث بأن هذه الوضعية تضاف إلى كون العديد من الأدوية التي تتعاطاها فئة كبار السن، تعقّد من وضعية الصائم، مثل أدوية ارتفاع الضغط الدموي المدرة للبول والموصوفة بكثرة عند هذه الشريحة من المجتمع، ما يتسبب لدى مستعمليها خروج الماء من الجسم وجفافه، وهو عامل أساسي لظهور الجلطات القلبية والدماغية.وينصح الدكتور بواب علميا بعدم صيام الأشخاص المسنين، خاصة من ذوي الأمراض المزمنة، وعدم المجازفة بحياتهم. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات