حصن حافظ على الهوية العربية إبان الفترة الكولونيالية

+ -

يعدّ المسجد الأعظم الكائن بحي الأمير عبد القادر العتيق، واحد من أقدم مساجد ولاية سيدي بلعباس، والّذي شُيّد نهاية القرن الـ19م إبان الفترة الكولونيالية بحي ”القرابة” ليكون بمثابة الحصن المنيع للعرب المسلمين.وتحوز هذه المعلمة الدّينية التاريخية على صفة مميّزة متمثّلة في هندستها المعمارية الفريدة من نوعها، وهي البناية الّتي تستند على قاعدة بعلو متر واحد حماية لها من فيضانات وادي ”المكرة” ولعزلها عن مياه الأمطار.ويتوفر الأعظم على قاعة للصّلاة شبه مربعة، بها 75 سارية أسطوانية الشّكل رصّعت بمادتي الرخام ”الغرانيت” خلال العملية التوسعية الأولى الّتي عرفتها البناية في خمسينيات القرن الماضي، ممّا مكّن المسجد الّذي يعتبر من نقاط الجذب السياحي بالمدينة من زيادة طاقته الاستيعابية إلى ألف مصلي.ويتوفّر المعلم المعماري على قاعة صلاة بها 58 نافذة ذات قمم بيضاوية، زادها الزجاج الملوّن الزّاهي رونقًا وجمالاً، كما تحتوي ذات القاعة أيضًا على منبر جهّز خلال خمسينيات القرن الماضي وهو الّذي يسلب مظهره النّاظرين بالنّظر للزّخرفة الّتي تحيط به، ويتقدّم قبّة جميلة الهندسة.ويحتوي المسجد العتيق على 03 أبواب، أجملهم الباب الخشبي الرئيسي ذات المقبضين الكبيرين المرصّع بمسامير نحاسية، وهو الباب الموصل إلى ساحة المسجد المؤدّية إلى بيوت الوضوء والمراحيض، كما يضمّ مرافق أخرى تاريخية كالمدرسة القرآنية ذات الـ04 غرف والمطلّة على ساحة المسجد.وشهد مسجد ”الأعظم” منذ تشييده سنة 1884 عملية توسيع سنة 1945 وتهيئة داخلية عام 1961 قبل أن يخضع سنة 2007 لأوّل عملية طلاء كاملة وترميم لجدرانه الداخلية الّتي زيّنت بالسراميك المزخرف.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات