+ -

قال الله تعالى في سورة النّور: ”إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” الآية:19، حين نقرأ هذه الآية الكريمة، نجد بأنّ الشّيطان قد جنّد أعوانًا يمدّونه بكلّ حيلة، ويسعفونه بكلّ وسيلة، ويُحكمون معه شراك الغواية، ويوسعون شبكة الانحلال، حتّى تقوى دولة الباطل ويستحكم في الأرض الفساد!!ولا يذهبن بك الظنّ أنّ محبّة شيوع الفاحشة في وسط أهل الإيمان وأماكن الطُّهر، وباحات العفّة والحياء، هو مجرّد شعور قلبي، ورغبة داخلية يلفّها الصّدر في ستور الغيب، وإن كان هذا أيضًا مقصودًا من النّص القرآني، بل الأمر أخطر حين يُهيّأ للفساد برامج وقنوات، ويتاح للرّذيلة المال، ويُمكّن لها في دنيا النّاس بفتح ميادينها، وتشجيع خَدَنها، وإعانة ربّانها، أليس هذا محبّة في شيوع المنكر وحمايته؟!كم في النّاس مَن يطرب لهذا المنكر، ولكن أفظع منه مَن يسعى في خراب البصرة كما يقال؟!، كم في النّاس من يأنس بانتشار الرّذيلة وينفخ في أبواقها، ويرتع في أسواقها، ويتمنّى أن يكون النّاس جميعًا على هواه؟!، ولكن أبشع منه مَن يكون سببًا بمال داعم أو سلطان ظالم.وفي هذا التّرويج، جاء حديث ابن ماجه أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال: ”إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ”. فنعوذ بالله من الخذلان.إمام وأستاذ بجامعة المسيلة*

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات