جزائريات يخرجن الأواني العتيقة في رمضان

+ -

تحتفظ أغلبية العائلات الجزائرية بأوان خاصة لا تكشف عنها إلا في المناسبات الخاصة جدا، ورمضان من بين المواعيد الهامة في الأجندة السنوية التي تتنازل فيها الأمهات والجدات، و”تجازف” بإخراج الأواني من “المكتبة” لتجد لها مكانا على الطاولة الرمضانية.“أنتظر رمضان لأتلذذ بذوق القهوة في فناجين جدتي”، بهذه الكلمات أجابتني الشابة سعاد، وهي تحدثني عن استعدادات عائلتها لشهر رمضان، مشيرة إلى أن تجديد الأواني ليس تقليدا لدى عائلتها.قهوة رمضان في فناجين عمرها 50 سنةتقول سعاد: “والدتي ورثت تقليدا آخر هو استعمال أوان عتيقة تحتفظ بها العائلة منذ نحو 50 سنة، مثل طقم القهوة والصحون الخاصة بالشربة”.وأضافت سعاد وهي تبتسم أن “هذه الأواني لا مجال لاستعمالها في باقي أيام السنة، وأكثر من ذلك والدتي تحرص عليها أكثر من الأواني الجديدة التي كلفتها الكثير”. وهو نفس ما ذهبت إليها السيدة حيزية، أستاذة إنجليزية متقاعدة، التقيناها في سوق ميسوني بالعاصمة بصدد اقتناء التوابل والمكسرات الخاصة بشهر رمضان. ابتسمت محدثتي وأنا أسألها إن كانت تجدد طقم أواني المائدة الرمضانية، قائلة “رمضان بالنسبة لي عبادة ولمة العائلة ورائحة زمان، وهذا لن يكتمل دون الأواني العتيقة”.وأردفت محدثي أنها تحتفظ بصحون ورثتها عن حماتها، مثل الأواني النحاسية المعروفة بـ«التحميرة” التي تحتفظ بها فقط من أجل إعداد أطباق و«طواجن” رمضان، خاصة أن عملية تنظيفها وإعدادها للاستعمال متعبة، إلى جانب طاقم الشاي الذي جلبه زوجها قبل 30 سنة من إنجلترا، مواصلة “يلومني أبنائي على حرصي الشديد على هذا الطقم، والاحتفاظ به في المكتبة واستعماله فقط في المناسبات الخاصة مثل حفلات خطوبة بناتي، غير أن حجتي أنه من رائحة زوجي الراحل الذي أهداني إياه لدى زيارته للندن قبل 30 سنة، لعلمه بعشقي لتقليد شاي المساء الإنجليزي”.“المكتبة” تخرج كنوزها في رمضانأما السيدة عتيقة، وهي في عقدها السادس، فاعترفت أيضا بأنها لا تسمح بالاقتراب من الأواني التي تحتفظ بها بعناية في المكتبة وتنظفها بنفسها ولا تخرجها إلا في شهر رمضان، “وهذا لا يعني أنني لا أدلل عائلتي بأوان فاخرة في باقي أيام السنة”.تواصل السيدة عتيقة: “أنا مهووسة بالأواني، وفي الماضي كنت كثيرة السفر مع زوجي، ومن كل بلد كنت أقتني أواني خاصة، مثل المغرب وإيطاليا وفرنسا وتركيا وغيرها من البلدان، أحتفظ بها في المكتبة ولا أستعملها إلا في المناسبات الخاصة. لا أنكر أنه يعز علي فقدانها، بخلاف الأواني العصرية التي أقتنيها من حين لآخر، ولو أن ثمنها أغلى”.وأضافت محدثتي متحسرة: “قبل ثلاث سنوات استعملت في حفل خطوبة ابنتي طقم عصير من الكريستال اقتنيته من فرنسا، سقط من بين يدي كنتي وتبعثر زجاجه بالكامل.. قدر الله وما شاء فعل، لكن لا أنكر أن حسرتي كانت كبيرة، أفضل أن أستعملها بنفسي وأتولى تنظيفها، وإن حدث لها شيء فلن ألوم إلا نفسي”، تعلق ضاحكة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات