ها قد أصبحت النقابة العمالية شريكا أساسيا في الفساد الوطني العام، من خلال الثلاثية التي تسمى مثلث التيه الوطني العام للعمال والبلاد سواء بسواء. الحكومة والباترونا والعمال أصبحوا هيئة واحدة، كل واحد منهم يمكن أن يتحدث باسم الآخرين دون حرج ودون أن يشعر بأنه مارس وظائف غير وظائفه.رئيس الباترونا حداد مثلا يقول عشية انعقاد الثلاثية إنه قرر رفع سن التقاعد من 60 سنة إلى 65 سنة مرة واحدة، ويستخدم حداد عبارة “قررنا”، لأنه فعلا أصبح يقرر باسم الحكومة وباسم النقابة اللتين تحولتا إلى ديكور أمام سطوة الباترونا، تماما مثل الحكومة!بوشوارب هو الآخر مع وزير المالية يقولان إنهما يمكن أن يمولا سندات الخزينة من أموال العمال وسيدهم السعيد يبارك ذلك! ومعنى هذا الكلام هو إعادة أموال العمال الاجتماعية إلى الخزينة بقرار من الحكومة والباترونا، وليس من قيادة العمال التي أصبحت غير موجودة، والحمد لله أن هذه الأموال تعود إلى الخزينة ولا يتصرف فيها أمثال سيدي السعيد، كما فعل بأموال العمال مع الخليفة!حدثني أحد العارفين بأمر باترونة سيدي السعيد “النقابية”، أن المعني سيطرح على الثلاثية مسألة ترسيم صديقه على رأس التعاونية العامة لعمال الصناعات الكهربائية والغازية، ليتمكن من التصرف في مبلغ ثلاثة آلاف مليار التي تحولها صناديق هذه التعاونية! صديقه هذا كان قد أبعد من على رأس التعاضدية لجمعية عامة للتعاضدية، ولكن زعيم النقابة عاضده ليعود بطريقة غير شرعية على رأس التعاضدية، بعد أن هرب بالأختام وأقام إدارة موازية للتعاضدية مدعمة من طرف الوزارة وزعيم النقابة ضد المسؤولين الشرعيين للتعاضدية.لكن العدالة أصدرت أحكاما بإدانة هذا التصرف، وحكمت على المعني بالحبس النافذ، ومع ذلك لم يسلم الأمور إلى أصحابها. وينتظر دعما من الثلاثية للعودة من جديد.في هذه الأثناء قام المعنيون بتجميد الحسابات البنكية لهذه التعاونية مدة 5 أشهر كاملة، وعمال الطاقة لا يستفيدون من التعويضات المجمدة، لأن صديق سيدي السعيد لا يريد مغادرة منصبه حتى بقرار العدالة، وبقي 87 ألف عامل في قطاع الطاقة لا يستفيدون من التعاضدية، وأموالهم تتراكم ليستفيد منها أصحاب نقابة الثلاثية.مقر التعاضدية المتواجد في حيدرة تم الاستيلاء عليه بالقوة من طرف هؤلاء المحكوم عليهم..هكذا أصبحت الثلاثية عنوانا لثلاثية الفساد والرداءة والاستبداد.وأصبحت هذه الثلاثية بديلة لثلاثية: الحكومة، البرلمان والعدالة، التي تحكم جميع البلدان إلا الجزائر! إنني تعبت من دون صوم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات