38serv
يحرص الجزائريون على أداء صلاة التّراويح في شهر رمضان المبارك من خلال البحث عن أفضل وأشهر المقرئين على مستوى القطر، بينما يستعدّ المشايخ القرّاء لاستقبال الشّهر الفضيل من خلال المراجعة وضبط الحفظ وتحسين الصّوت عند القراءة، في حين يُنظّف المشرفون على المساجد والمصلّيات المخصّصة لأداء صلاة التّراويح لاستقبال المصلّين.
يستقبل الجزائريون شهر رمضان المبارك بمظاهر لا تختلف عن غيرهم من المجتمعات في العالم الإسلامي، لتؤكّد على عمق وترسّخ الإسلام بين المواطنين، إذ وقبيل دخول الشّهر الكريم تنظّف المساجد والمصلّيات، ومع الإعلان الرسمي لبداية رمضان تُضاء مآذن مساجد القطر الجزائري عند صلاة المغرب، وتبقى كذلك حتّى فجر اليوم التالي، ويستمر الأمر على هذا المنوال طيلة أيّام الشّهر الكريم.ويتميّز الجو الإيماني عبر المساجد الّتي تشهد ظاهرة غريبة عن باقي أيّام السنة، حيث تكتظ بالمصلّين، نساءًا كانوا أو رجالاً، بإلقاء المشايخ والدّعاة للدّروس الدّينية والمواعظ وقراءة القرآن الكريم والحزب الرّاتب، إلى جانب مسابقات حفظ القرآن الكريم والحديث النّبويّ الشّريف، حيث يختلف توقيتها من مسجد إلى آخر، وتبدأ عادة بعد صلاة الظهر وتستمر إلى قرب وقت المغرب.ويشدّ المصلّون، بعد تناول طعام الإفطار، الرّحال إلى المساجد الّتي يؤمّها القرّاء ذوي الأصوات الشّجيّة، سواء بعُدت المسافة أم قصُرت، لتأمين أو افتكاك الصّفوف الأولى لأداء صلاة التّراويح، ومَن تأخّر دقائق معدودة سيُحرَم من مكان داخل المسجد وبالتالي يضطر للصّلاة في رِحاب المسجد (محيطه) أو على قارعة الطّريق.ماحي في باش جراح وياسين في القبة ورياض في بوفاريكوتشهد بعض المساجد إقبالاً منقطع النّظير بسبب افتكاك جمعيتها الدّينية ومنذ سنوات على موافقة أحد القرّاء على أداء صلاة التّراويح بها، حيث سيؤم المصلّين بمسجد أبو عبيدة بن الجرّاح بباش جراح الشّيخ فاروق ماحي، والشّيخ ياسين الجزائري بمسجد ابن باديس بالقبة، والشّيخ عبد الحكيم الجزائري بمسجد التّقوى بالشراڤة، والشّيخ رياض الجزائري بمسجد عليّ بن أبي طالب ببوفاريك، والشّيخ أمين آيت أفروخ بمسجد عقبة بن نافع ببوسماعيل، والشّيخ مصطفى جرموني بمسجد عيسى درعي بمفتاح. أما الشّيخ إلياس شُهرة فيِؤم الناس بمسجد الخلفاء الرّاشدين بالأبيار، والشّيخ زكريا حمامة بمسجد الفرقان بباب الزوار، والشّيخ عبد الكريم حمادوش بمسجد عبد القادر حدوش بالبليدة، وغيرهم.أئمة مدركون أهميّة تخفيف الصّلاة وآخرون يدعون المصلّين للصّبرويعتبر أئمة صلاة التّراويح أنّ الاستعداد لتأديتها أمر عادي ككلّ سنة، حيث يرى القارئ عبد الحكيم الجزائري، إمام التّراويح بمسجد التّقوى بالشّراڤة، أنّ رمضان 2016 ليس كالرمضانات السّابقة، مشيرًا إلى أنّه ”جاءنا في شهر حَرٍ”، معتبرًا أنّ أيّامه ”هي أطول أيّام السنة”.وشدّد على سعيه لـ«تخفيف الصّلاة على المأمومين وبأن لا نثقل عليهم في صلاة التّراويح حتّى لا نُنَفّر النّاس من المساجد وكي يتمكّنوا من الاستراحة يستفي اللّيل القصير تحضيرًا للسّحور وحتّى لا تفوتهم صلاة الفجر”.وأكّد الشّيخ عبد الحكيم الجزائري استعداده ككلّ سنة على تحضير ”قفة رمضان” و«كسوة اليتيم” عبر مسجد التّقوى بالشّراڤة بالعاصمة.من جهته، انتقد القارئ رياض الجزائري، إمام التّراويح بمسجد عليّ بن أبي طالب ببوفاريك، دعوة بعض المصلّين للتّخفيف أو التسرّع في تلاوة القرآن الكريم خلال صلاة التّراويح، متسائلاً في ذات السياق ”كيف يقضي البعض ساعتين في الشّارع والمقاهي دون تذمّر، وعندما يأتون لبيوت الله لسماع القرآن الكريم، يتذمّرون من تلاوة الإمام”، داعيًا إيّاهم إلى ”الصّبر على عبادة الله تعالى أو الجلوس في بيوتهم”.وزارة الشّؤون الدّينية تشترط موافقتها لأداء الاعتكاف والتهجّدأمّا سُنّة الاعتكاف والتهجّد خلال العشر الأواخر من الشّهر الفضيل، فقد اشترطت وزارة الشّؤون الدّينية والأوقاف موافقة مديريات الشّؤون الدّينية الولائية، عن طريق الأئمة، كما أنّ المقبلون عليها أقلّ بسبب ضيق الوقت بين صلاتي التّراويح والفجر.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات