ما حكم اختلاف المسلمين في رؤية شهر رمضان؟اختلاف المطالع أمر علمي كوني، تختلف باختلاف اللّيل والنّهار، فالبلدان الإسلامية موزّعة على الكرة الأرضية توزيعًا يجعلها أيضًا في رؤية الأهلّة مختلفة، ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف الممثلة للدولة الجزائرية تعتمد في إثبات الرؤية وعدمها على الرؤية البصرية للأشخاص، والرؤية العلمية الفلكية، ومن المعلوم أنّ الدول الّتي يجمعها جزء من اللّيل ستتحدّد في رؤية الهلال وعدمه، وهذا ما يفسّر اجتماع الجزائر مع الدول الإسلامية الّتي يجمعها جزء من اللّيل في إثبات رؤية الهلال وعدمه كل عام.والحمد لله، وهذا من شأنه أن يوحّد كلمة المسلمين وأن يخذل أعداء الدّين الّذين يتربّصون بنا ويعملون جاهدين من أجل تفريقنا، فهم يعلمون أنّ في اجتماع المسلمين على اختلاف بلدانهم ولغاتهم من شأنه أن يهدّد أمنهم وتطوّرهم، فاللّهمّ ارفع كلمة التوحيد.سائلة تقول أنّها ارتكبت الكثير من المعاصي، فهل يحقّ لها التّوبة وهي مقبلة على شهر رمضان؟ باب التّوبة مفتوح لكلّ عباد الله وخاصة المذنبين منهم، فالمعصية خطأ والتّمادي فيها خطأ أكبر والمعصية إثم يلقاه صاحبه بين يديه يوم يقف بين يدي الله، لا ينفعه مال ولا بنون، وعليه نقول للسّائلة الكريمة: سارعي إلى مغفرة من ربّك بالتّوبة النّصوح مستغلة النّفحات الربّانية في هذا الشّهر الكريم، فإنّ التائب من الذّنب كمَن لا ذنب له كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ومن رحمة الله ورأفته بعباده أن تجاوز لهم عن أخطائهم متى تابوا وصدقت منهم التّوبة بل زادهم ويبدّل سيّئاتهم حسنات، قال تعالى: “وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا” الفرقان: 68-70. وأركان التّوبة النّصوح كما يلي: الإقلاع عن المعصية والبُعد عن جوّها وأصحابها وما يؤدّي إليها، والنّدم على فعلها مع التمنّي لو أنّ مرتكب المعصية لم يفعلها، وعقد العزم على عدم الرجوع إليها بإرادة وثبات بنيّة الطّاعة لله سبحانه وتعالى، وتبرئة الذمّة إن كانت المعصيّة في حقّ عبد من عباد الله كردّ المظلمة وإعادة الأموال إن كانت سرقة واستسماح من وقع الخطأ في حقّه، إن كان الذّنب ممّا يتعذّر البوح به واستسماح صاحبه بأنّنا ندعو له بالرّحمة والمغفرة والخير عمومًا مع ذكره بالخير حين يذكر في مجلس ما.ما حكم الأكل في السّفر، مع وجود وسائل النّقل الحديثة الّتي توفّر الوقت والرّاحة، وأيّهما أفضل للمسافر الصّوم أم الفطر؟ لا يجب الصّوم على المسافر لقوله تعالى: “فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر”، فالإفطار في السّفر رخصة، والله يُحبُّ أن تُؤتى رُخصه كما يحبُّ أن تؤتى عزائمه.واعلم أنّ العِلّة في الإفطار في السّفر هي السّفر في حدِّ ذاته وليست المشقّة والتّعب، فكلّ مسافة يُطلق عليها سَفر يجوز الإفطار فيها، ثمّ القضاء بعد رمضان.والصّوم في السّفر أفضل لمَن لا يشقّ عليه الصّوم، لقوله تعالى: “وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ”، وفي الصّحيح أنّ حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أأصوم في السّفر؟ -وكان كثير الصّيام- فقال: “إن شِئتَ فصُم وإن شئتَ فأفطِر” رواه البخاري. والله أعلم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات