ترى الدكتورة رميلة روابح، المختصة في أمراض النساء والتوليد في قسنطينة، أن آلام العادة الشهرية لدى فئة من الفتيات والنسوة أمر طبيعي، إلا في حال ارتبط الأمر بعسر الطمث الثانوي أو خروج الآلام عن طبيعتها، مفندة مسألة التأثيرات السلبية للمسكنات والأدوية المضادة للالتهاب على الإنجاب مستقبلا، لتؤكد على أن زيارة الطبيب المختص في مثل هذه الحالات مستحب من وقت لآخر لتفادي بعض المضاعفات، موضحة كل ذلك في الحوار التالي.ما هو تفسيركم للآلام التي تصاحب العادة الشهرية؟يتعلق الأمر في حالة العادة الشهرية المصحوبة بآلام بعملية تقلص عضلة الرحم بشكل قوي في كل دورة، والتي تظهر في شكل مغص شديد وآلام حادة تصيب الفتاة، وهذا أثناء عملية انتقال الدم وخروج إفرازات ناتجة عن غشاء الرحم كل شهر، حيث تكون البويضة غير ملقحة، لتتوقف بعض الهرمونات عن العمل على غرار البروجسترون الذي يعد الهرمون الفاعل والأهم في عمليات الخصوبة وحدوث الحمل لدى المرأة.هل يمكن تصنيف هذه الآلام في خانة العادي؟ يجب أن تعرف كل فتاة أو امرأة أن هذه الآلام أو ما يعبر عنها علميا بـ«عسر الطمث”، تحدث في شكل حالتين منها الابتدائي والثانوي، فيكون عسر الطمث من النوع الأول “الابتدائي” عاديا ولا يمكن وصفه بالحالة المرضية، حيث تتعرض الفتاة للآلام في دورتها الشهرية بعد السنة الأولى من البلوغ وتصاحبها تلك الآلام عند كل دورة، في حين هناك بعض النساء اللواتي لا تتميز عادتهن الشهرية بأي آلام، ليتولد لديهن بعد بلوغ سن الثلاثين إحساس بوجود آلام، وهو ما يندرج ضمن النوع الثاني أو الثانوي، وهنا يتوجب على هذه المرأة أن تقصد طبيبا للبحث عن سبب هذه الآلام التي عادة ما تفسر بداء “هجرة بطانة الرحم” الذي يعد من أهم أسباب العقم عند النساء.وهل هناك أسباب أخرى لهذه الآلام؟ المرأة التي تتعرض للآلام منذ سن البلوغ وفي أول عادة لها سترافقها تلك الآلام إلى غاية زواجها، لتختفي مع الوضع الأول لها، ولنعلم بأن هناك أسبابا أخرى للآلام منها المرتبط بمرض معين، حيث إن الآلام إذا زادت عن حدها أو تغيرت طبيعتها فذلك مؤشر على وجود مرض يمكن أن يتعلق بالكيس المبيضي أو بسبب التهاب على مستوى الرحم، وهنا يجب اللجوء إلى الطبيب لتفادي المضاعفات، خاصة أن عسر الطمث يكون خلال اليومين الأولين فقط، وبالتالي ففي حال ما إذا تواصل إلى ما بعد ذلك أو تقلصت مدة الدورة فهنا يجب المعاينة. كما أن تغير لون الدم لا يشكل خطرا، لكن يجب الاحتراز في حال ما زادت نسبة تدفقه، لأن ذلك يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، ما يوجب بالتالي زيارة الطبيب من طرف كل النساء على الأقل مرة للفحص.ما هي حسبكم طرق علاج أو تسكين هذه الآلام؟ حسب رأيي يبقى العلاج نسبيا، حيث إن الاستجابة له تختلف من امرأة لأخرى، ويجب أن تعلموا أن هناك العديد من الحالات التي تخضع للعلاج عن طريق بعض الهرمونات التي تساعد على التخفيف من درجة تقلص الرحم، فيما تحتاج حالات أخرى إلى علاج بالمسكنات، وفي بعض الأحيان يتطلب الأمر تناول جرعات من الأدوية المضادة للالتهاب، كما توجد بعض النساء اللواتي تستلزم حالاتهن أخذ الحقن المسكنة والتنقل إلى المستشفيات، وهنا أفتح قوسا لأؤكد على أن هذه الأدوية مفيدة وليس لها تأثيرات سلبية مستقبلا على المرأة في الحمل مثلما هو مشاع، بل يجب على كل فتاة أن تعلم أن الأمر يتعلق بمسكنات عادية. أما بالنسبة للهرمونات، فينصح بها لبعض النساء فقط وبمقادير معينة، كما أن بعض الأعشاب على غرار النعناع والقرفة مفيدة جدا، خاصة أنها تعمل على تهدئة الحالة النفسية للفتاة التي تكون متدهورة في تلك الفترة وتصحبها تغيرات في المزاج.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات