+ -

تعيش فرنسا في إحراج لا مثيل له حيال البلدان المعنية بالمشاركة في بطولة أمم أوروبا التي ستجري ما بين 10 جوان و10 جويلية في فرنسا،ليس بسبب التهديدات الأمنية فقط، بل أيضا بسبب إضراب النقابات. رغم تطمينات فرنسا أن بطولة أمم أوروبا ستجرى في وقتها وفي أفضل الأحوال، فإن الواقع يقول إن الوضع سيكون أكثر تعقيدا عند انطلاق أكبر منافسة كروية في أوروبا، بسبب التهديدات الإرهابية، على خلفية مشاركة فرنسا في الحرب ضد داعش، وحصار النقابات التي تشل البلاد وتطالب بالتراجع عن اعتماد قانون العمل.وتزامنا مع ذلك حذّرت الولايات المتحدة الأمريكية من احتمال استهداف بطولة أمم أوروبا التي ستقام في فرنسا، وغيرها من التظاهرات في أوروبا، من حدوث اعتداءات إرهابية، لكن دون أن يكون هذا التحذير دقيقا وموثوقا.هذا التحذير جاء ضمن تحديث للتحذير الذي نشرته وزارة الخارجية الأمريكية منذ فترة طويلة للمسافرين، بتوخي الحذر في الملاعب التي ستحتضن مباريات بطولة أمم أوروبا، والمناطق المخصصة للمشجعين، ومواقع الترفيه التي تعرض فيها المباريات في فرنسا وأنحاء أوروبا، وكلها تمثل أهدافا محتملة للإرهابيين.وقال جون كيربي الناطق باسم الخارجية الأمريكية “أنا لست على علم بأي تهديد إرهابي محدد وموثوق حول هذه الأحداث أو في أي مكان معين في أوروبا. هذا التحذير صدر فقط كغيره من التحذيرات القائمة على تراكم المعلومات”.تعزيزات أمنية غير مسبوقةسيحضر قرابة 7 ملايين مشجع لحضور البطولة الكروية وسط تمديد حالة الطوارئ بعد اعتداءات باريس الأخيرة، وأيضا تشديد التدابير الأمنية في مختلف المرافق العامة، وكذا الملاعب والمناطق المهيأة للمناصرين في كل المدن التي ستحتضن مباريات، ووجدت فرنسا نفسها غير قادرة لوحدها على ضمان أمن المنافسة، فطلبت مساعدة أجنبية، وفي هذا الخصوص وافقت وزارة الداخلية الروسية على اقتراح الداخلية الفرنسية بالمشاركة في العملية الدولية البوليسية للحفاظ على الأمن أثناء بطولة أوروبا، وسيكون أفراد الشرطة الروسية متواجدين في فرنسا طيلة فترة مشاركة المنتخب الروسي في مباريات البطولة. ومع حالة الاستعداد القصوى للبطولة، تسيطر حالة من المخاوف من أي هجمات إرهابية تهدد البطولة، وهو ما أضفى حالة من القلق من التصريحات الصادرة من كبار المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.وعن تأمين فعاليات البطولة في فرنسا، أوضح هولاند أن بلاده ستوظف 90 ألف شخص في قطاع الأمن الخاص في البطولة، بين شرطيين وعسكريين وعناصر حماية مدنية ومتطوعين، مشيرا إلى قرار الإبقاء على المناطق المخصصة للمشجعين لتجنب وقوع تجاوزات، وقال “من الأفضل أن يكون الأمر منظما حفاظا على سلامة المشجعين”.واستعانت اللجنة المنظمة للبطولة خلال أيام بالشركات الراعية للبطولة من أجل عمليات النقل الآمنة لجميع أفراد الفرق المشاركة، حتى تكون بطولة أمم أوروبا تظاهرة رياضية واحتفالية كبيرة، لذلك قامت “كونتيننتال” بتزويد اللجنة المنظمة بجميع حافلات الفرق في بطولة أمم أوروبا بمنتجاتها لضمان سلامة وصول نجوم كرة القدم من وإلى الملاعب، بصرف عن طبيعة الظروف المناخية والأسطح المختلفة.انقسامات تطفو على الساحة السياسيةأثير جدل في فرنسا قبل 10 أيام من انطلاق بطولة أمم أوروبا بشأن مواجهة التهديدات اﻹرهابية، وتأمين المساحات في الهواء الطلق بوسط المدن الكبرى. وبحسب ما ذكرت صحيفة “لوباريزيان”، فإن هذه المسألة أثارت جدلا بين المعارضة والحكومة بعد الشكوك التي عبر عنها نيكولا ساركوزي زعيم حزب الجمهوريين وغيره، بشأن تأمين مناطق المشجعين التي تسمح للجماهير التي لا تمتلك تذاكر لدخول الملاعب بمشاهدة المباراة عبر شاشات عملاقة يتم نصبها. ويشكل هذا الموضوع تحديا للمدن الفرنسية العشر التي ستحتضن البطولة على مدى شهر كامل. ومن المنتظر قدوم ما يقارب 7 ملايين مشجع.وأوضحت “لوباريزيان” أن رئيس منطقة باكا ورئيس مجلس “ألب ماريتيم” توجها برسالة إلى رئيس الوزراء مانويل فالس، طلبا منه السماح بنشر برنامج “التعرف على الوجه” بالقرب من الملاعب وفي مناطق المشجعين، لتحديد الأشخاص الذين يهمون بارتكاب أعمال إرهابية، وهو اﻷمر الذي يبدو مستحيلا في ظل القانون الحالي.كما أوضحت أنه سيكون من الصعب أيضا تأمين هذه المناطق في ظل حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ اعتداءات باريس الأخيرة، وكان تسجيل صوتي عثر عليه على كومبيوتر أحد الأخوين البكراوي في إطار التحقيق في هجمات باريس وبروكسيل، حيث كانت الخلية التي ينتمي إليها الأخوان تخطط لتنفيذ هجوم في فرنسا خلال اليورو، لتوجيه ضربة قوية لفرنسا.ورجح رجال شرطة رغبة التنظيم المتطرف في شن الهجوم على منطقة تجمع الجماهير وليس في أرض الملعب.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات