حملة “دينية” و “أمنية” لمحاربة التطرف والإرهاب في الساحل

38serv

+ -

 أفاد وزير الداخلية والجماعات المحلية بأن الأعمال الإرهابية والهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات والاتجار بالبشر والتهريب “تشكل التهديدات والأخطار التي تزعزع أمن واستقرار الحدود، وتعترض تنقل الأشخاص والممتلكات وتشل اقتصاد المنطقة”.وأشار نور الدين بدوي، في كلمة ألقاها خلال افتتاح أشغال الدورة 12 للجنة الثنائية الحدودية الجزائرية المالية التي ترأسها مناصفة مع نظيره المالي ونقلتها وكالة الأنباء الجزائرية أمس، إلى أن الجماعات الإرهابية والتنظيمات الإجرامية “تغتنم فرصة غياب المؤسسات وهشاشة المعابر الحدودية، كما تستغل أيضا اضطراب سكانها لجعلهم قابلين للتأثير وعرضة للإيديولوجيات المتطرفة”. ودعا بدوي إلى تجنيد كل الطاقات لقطع السبل أمام الجماعات الإرهابية و “استئصال” التنظيمات الإجرامية التي تسعى إلى المساس بأمن المنطقة.كما قال إنه يتعين “جعل الحدود بين البلدين عاملا للتقارب والتعاون في شتى المجالات”، مذكرا بأن المقاربة الأمنية في تأمين الحدود “لا يجب أن تكون الخيار الوحيد الذي يعول عليه لاجتثاث الإرهاب”، معتبرا أن الفقر والإقصاء والتهميش من ضمن العوامل التي تغذي الإرهاب وباقي أشكال الإجرام.وكانت رابطة علماء وأئمة ودعاة دول الساحل الإفريقي دعت في أول أمس إلى ضرورة توحيد الخطاب الديني في منطقة الساحل والصحراء، في مساعٍ لكبح أفكار التطرف والإرهاب والاعتماد على لغة السلاح. وبدأت مساعي توحيد الخطاب الديني في دول الساحل منذ سنوات، ردا على التنظيمات الإرهابية المتواجدة بالساحل الصحراوي، وكان أئمة دول الساحل أطلقوا نداءات عدة لتغليب لغة الحوار والتخلي على الفكر التطرفي الذي تنهل منه الجماعات المسلحة في ارتكاب أعمال إرهابية، بينما أكد المشاركون في أشغال الورشة الإقليمية الرابعة أمس ضرورة التأسيس لمجتمع قائم على التعايش السلمي والحوار، مؤكدين نجاعة التجربة الجزائرية في هذا الصدد.وشارك في هذه الورشة عدد من كبار الأئمة والدعاة وعلماء الدين وكبار المصلحين في الدول الأعضاء في الرابطة، وهي الجزائر، موريتانيا، مالي، نيجيريا، النيجر، بوركينافاسو وتشاد، بالإضافة إلى 3 دول ملاحظة في إطار مسار نواكشوط هي كوت ديفوار والسنغال وغينيا كوناكري. ويتجلى من خلال دعوة وزير الداخلية والنشاط الذي قام به أئمة دول الساحل، أن ثمة حملة من أجل التوعية بمخاطر الإرهاب والتطرف بالساحل، تأتي في سياق أمني متوتر على الحدود، وإعلان القطيعة نهائيا مه الممارسات الإرهابية، حيث ذكر الإمام والداعية المالي الشيخ آلفا داها كونتا أن “الهمجية والتطرف لا بد أن ينتهيا في المنطقة، وأن تُقبل شعوبنا على مرحلة تنوير العقول، من خلال القيم الإسلامية العالمية التي يزخر بها النص القرآني”، ورافع من أجل تبني لغة الحوار في معالجة الاختلافات بغية تجسيد السلم الاجتماعي، خاصة أن النص القرآني مليء بالتعاليم والقيم التي تؤسس لمجتمع سلمي يعيش فيه البشر على اختلافهم في أمن وسلام”، داعيا إلى العمل على إبراز هذه القيم لتقديم الدين الإسلامي إلى العالم في صورته الحقيقية.ورافع بدوي من مالي لصالح “العمل على تكثيف الجهود التي تمكن من مكافحة الفقر والتخلف، لاسيما على المناطق الحدودية المشتركة التي تشكل تحديا معقدا”، داعيا في نفس السياق إلى “منح سكان المناطق الحدودية وخاصة فئة الشباب مستقبلا أفضل، من خلال اقتراح حلول في شكل مبادرات تستجيب لاحتياجات سكان هذه المناطق وتخفف من قلقهم ويأسهم، بالإضافة إلى تشجيع التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتمكين سكانها من الاستفادة من التعليم والتكوين المهني والصحة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات