+ -

استنكرت ثلاثة وجوه من ثورة نوفمبر 1954، ما أسمته “اعتداءات متكررة على شخصيات تاريخية”، بسبب تفاعلها مع أوضاع البلاد. ودافعت عن مؤسسة الجيش التي تتعرض، حسبها، لـ«تصريحات مستفزة تحمل عنفا غير مسبوق”. جاء في وثيقة وقعها عمر بوداود، مسؤول بفدرالية جبهة التحرير الوطني سابقا، وعضو المجلس الوطني للثورة سابقا، وأحمد دوم، عضو سابق بحزب الشعب الجزائري ومؤسسة فدرالية الأفالان بفرنسا، وعلي هارون، قيادي بالولاية السابعة، وعضو مجلس الثورة وعضو المجلس الأعلى للدولة سابقا، أنه “لم يسبق للثورة ورموزها أن تعرضوا للإساءة بالطريقة التي نشهدها منذ مدة”.وأوضح أصحاب الوثيقة، التي تحمل عنوان “الإبقاء على الأمل”، أن “الإساءة لوجوه بارزة من الثورة شهدت تصاعدا، وتزامنت مع هجومات ضد شخصيات تاريخية. مسؤولون سابقون يصدرون تصريحات غير لائقة، ومضرة بسمعة من كانوا رفاقهم في المعركة خلال أوقات عصيبة من حياتهم”. وأضافت الوثيقة: “أمس، تعرض العلم الوطني الذي رفعه المجاهدون فوق قمم الجبال، في مواجهة العدو، إلى الإساءة من طرف أشخاص غير مسؤولين”، في إشارة إلى حادثة حرق العلم الجزائري بالمغرب، قبل أشهر. وذكر الثوريون الثلاثة أن “تصريحات عنيفة تستهدف الجيش الوطني الشعبي، وقادته السابقين والحاليين”، يقصدون بذلك الحملة الإعلامية والسياسية التي تستهدف مدير المخابرات سابقا، الجنرال محمد مدين، الذي يحمله أمين عام الأفالان، عمار سعداني، مسؤولية كل المآسي التي عاشتها البلاد خلال فترة قيادته الجهاز الأمني. أما الشخصيات التاريخية التي أسيء لها، حسب البيان، فالقصد على ما يبدو هم المجاهدون الأعضاء فيما سمي “مجموعة 19”، وتحديدا زهرة بيطاط ظريف والأخضر بورقعة وجيلالي قروج. ووجهت لهؤلاء انتقادات شديدة من طرف أحزاب الموالاة وقطاع من الإعلام، بحجة أنهم يشككون في قدرة الرئيس على الاستمرار في الحكم. وبحسب الموقعين على الوثيقة، “واجه الجيش الإرهاب بتفان وشجاعة، وهو يثبت ذلك يوميا في الحدود وفي كامل التراب الوطني، ويؤكد أنه المتراس الذي يحمي الأمة”. وفي إشارة ضمنية إلى صورة الرئيس بوتفليقة، التي نشرها الوزير الأول الفرنسي، مانويل فالس، يوم 9 أفريل الماضي، والتي أظهرته في لياقة سيئة، أدانت الوثيقة “الخبث في استعمال الصورة” واستنكرت التهكم من حالة الرئيس، المعبر عنه من طرف كوميدي فرنسي ساخر. وهي حالة تعكس، حسب الثوريين الثلاثة، “كارثة سياسية وأخلاقية بالنسبة للجزائر”. وتساءلوا: “من المسؤول الحقيقي عن هذا الوضع؟”.وتحدثت الوثيقة مجددا عن الهجوم على قادة تاريخيين، دون ذكر أحد بالاسم، فقالت: “قبل سنوات جرى تشويه عمالقة صنعوا التاريخ بواسطة السينما. هؤلاء بمثابة أيقونات لدى الشعب بحكم انتمائهم للذاكرة الجماعية للجزائريين، وأسماؤهم تثير المشاعر القوية التي تشكل إسمنت الأمة”. وقال الموقعون على الوثيقة إن “الوقت حان لمعاملة أبطالنا معاملة كريمة، من طرف أولئك الذين منحوا لأنفسهم الحق في احتكار الاشتغال على الذاكرة، بواسطة القلم أو الصورة. إن تاريخ الثورة لا يمكن فصله عن تاريخ الأشخاص الذين صنعوه، وهذه الحقيقة لا ينبغي تشويهها بالخلافات المرتبطة بالأحداث الجارية. كما لا يمكن إثارة هذه الحقيقة بكتابات غير متقنة في الجوهر والشكل، عندما يتم استحضار هؤلاء الرموز في المناسبات”.ويرى هارون ودوم وبوداود أن “تحديات كبيرة تواجه الجزائر وثورتها، في هذه المرحلة المتسمة بالمخاوف”. وأمام ذلك، دعوا إلى اتخاذ ثورة أول نوفمبر مصدر إلهام لتجاوز الصعوبات. كما نادوا إلى “الدفاع عن ذاكرة المتوفين، وحماية الأحياء منهم من الافتراء، وتذكير شبابنا بتضحيات أجدادهم من أجل وحدة الشعب والتراب الوطني، وهي أفضل طريقة لتوحيد الجزائريين”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات