+ -

 من الأبواب العظيمة الجارية لمداخل الشّيطان، الغضب والشّهوة. فإنّ الغضب غول العقل وإذا ضعف جنّد العقل هجم حينئذ الشّيطان فلعب بالإنسان.. وقد روي أنّ إبليس لعنه الله يقول: ”إذا كان العبد حديدًا قلّبناه كما يقلّب الصبيان الكرة”. ومن أبوابه حبّ التّزيين في المنزل والثياب والأثاث، فلا يزال يدعو إلى عمارة الدّار وتزيين سقوفها وحيطانها والتزيّن بالثياب والأثاث افتخارًا على الأتراب واستكبارًا في الأرض لا قصد إظهار نعمة الله عليه وشكر الله عليها، فتراه  يخسر كلّ عمره ويفنيه في الفاني الزّائل.ومن أبوابه الشّبع، فإنّه يقوّي الشّهوة ويشغل الطّاعة، ورحم الله الإمام البوصيري حين وصف هذا الدّاء العضال في الإنسان قائلاً:فلا تَرُم بالمعاصي كَسْر شهوتها                                                إنّ الطّعام يُقوّي شهوةَ النَّهموالنّفس كالطفل إن تُهْمِله شَبّ على                حبّ الرّضاع وإن تَفطِمه ينفطمفاصْرِف هواها وحاذِر أن توليه            إنّ الهوى ما تولّى يَصم أو يُصموراعها وهي في الأعمال سائمة            وإنْ هي استحَلّت المَرعى فلا تسمكم حسنت لذّة للمرء قاتلة                     من حيث لم يدر أنّ السمّ في الدَّسمومنها الطّمع في النّاس، فإنّ من طَمع في شخص بالغ بالثّناء عليه بما ليس فيه وداهنه ولم يأمره بالمعروف ولم ينهه عن المنكر. ومن أبوابه العجلة وترك التثبّت، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حديث أخرجه البخاري في صحيحه: ”العجلة من الشّيطان والتأنّي من الله تعالى”. ومن أبوابه حبّ المال، ومتَى تمكّن من القلب أفسده، وحمله على طلب المال من غير وجهه وأخرجه إلى البخل وخوَّفه من الفقر، فمَنع الحقوق اللازمة. ومن أبوابه حمل العوام على التعصّب في المذاهب دون العمل بمقتضاها. وحمّلهم على التفكير في ذات الله وهذا عين الضّلال، والتفكير في أمور لا تبلغها عقولهم حتّى يشكّكهم في أصل الدّين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات