+ -

سيقوم كلود بارتولون، رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي) بزيارة للجزائر، الخميس، حسب بيان صادر عن سفارة فرنسا. تنقل بارتولون لبلدنا فرصة، حسب المصدر ذاته: جاء “لتعزيز التعاون الثنائي، خصوصا في ظل القضايا الاقتصادية والأمنية والإقليمية والمسائل التي يختارها مجلسا البلدين”.البيان ذاته يشير إلى أن بارتولون سيبحث مع نظيره الجزائري العربي ولد خليفة، في تقييم اللجنة البرلمانية الكبرى التي ترأساها معا لأول مرة في مارس 2013. وقد جرت العادة أن يستقبل المسؤولون الفرنسيون من قبل رئيس الجمهورية والوزير الأول ورئيس مجلس الأمة.وتصب الزيارة المرتقبة في اتجاه “تطبيع العلاقات مع فرنسا”، واستفيد بحسب معلومات “الخبر” أن زيارة بارتولون ما كانت لتتحقق لولا زيارة جان بيار شوفانمان التي دامت خمسة أيام كاملة، خاصة وأن الجزائريين، كما الفرنسيين خصوصا (وبمختلف تياراتهم)، يرون في شوفانمان بمنزلة “مفتاح الأقفال المغلقة” في علاقات البلدين.وجاء شوفانمان إلى الجزائر بعد زيارة الوزير الأول مانويل فالس، الذي انتهت رحلته العاصمية بأزمة غير مسبوقة، دفعت بالحكومة إلى الرد عليها برصد كل صغيرة وكبيرة، التي كانت منها “تفلت” السفير الفرنسي بالجزائر برنار إيميي بمدينة تيزي وزو مؤخرا بمناسبة لقاء جمعه بجاليته هناك. ونقل عن إيميي ما اعتبره وزير الخارجية لعمامرة “كلاما مؤسفا”، عندما صرح بأن 60 في المائة من التأشيرات الفرنسية تذهب إلى “قبائليين”.ولم تنته متاعب إيميي عند هذا الحد، إذ استدعي من طرف وزارة الخارجية ليسمع احتجاجا من لعمامرة على الحملة المعادية للجزائر ورئيسها عبر مختلف وسائل الإعلام، معتبرا ذلك حملة ذات “نوايا سيئة ومضللة”، التي لا يمكن تبريرها بحرية الصحافة، قد بلغت أوجها من خلال مناورات قذف موجهة عن قصد ضد مؤسسة الرئاسة”، على خلفية نشر جريدة “لوموند” صورة بوتفليقة في مقال حول فضيحة “وثائق بنما” دون ذكر اسمه فيه.ورغم تفنيد السفارة الفرنسية لتلك “الكلمات”، إلا أن مصادر رسمية تؤكد بأنه “نطق بها فعلا ولدى الجهات المختصة تفاصيلها”. كما أن السفير إيميي ذاته لم ينفها، وإنما قال إنها تعرضت للتأويل، وهو ما اجتهد شوفانمان في تكراره مع كل المسؤولين الجزائريين الذين التقى بهم خلال إقامته القصيرة بالعاصمة، مصححا خطأ سفيره بأنه “كان يقصد المواطنين الجزائريين، وليس القبائليين”.وزير الدفاع الفرنسي سابقا، نقل للمسؤولين الجزائريين بأن “فالس لم يكن هو صاحب تغريدة التويتر التي اشتملت على صورة للرئيس بوتفليقة تظهره منهك القوى ومتعبا”، مشيرا إلى أن الخطأ اقترفه أحد مساعديه التنفيذيين المكلف بالإشراف على حسابه الشخصي والرسمي على التويتر.وقد استبق توالي زيارات المسؤولين الفرنسيين، ومنهم بارتولون، وقبله وزير تهيئة الإقليم الفرنسي، ومسؤول الأمن الخارجي، تزامنا مع تواجد المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل بباريس، لإلقاء محاضرة في ندوة حول تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب والتطرف، بتصريح أدلى به وزير الدولة مدير ديوان بوتفليقة، الأمين العام للأرندي أحمد أويحيى، في ندوة صحفية أعقبت مؤتمر حزبه، قائلا: “العلاقات بين الجزائر وفرنسا لن تتأثر بتغريدة فالس في التويتر”.ويفسر كلام أويحيى على أنه كان مكلفا بمهمة “تبريد الأجواء” قبل وصول شوفانمان، حيث طمأن الفرنسيين بالقول: “العلاقات بين الجزائر وفرنسا لن تتوقف أو تتأثر بتغريدة في التويتر”، مهونا من صورة بوتفليقة بأن “الجميع على دراية بمرض الرئيس وأولّهم الشعب الجزائري”.وبرر مدير الديوان الرئاسي استمرار العلاقات بين البلدين، بالمصالح الاجتماعية والاقتصادية التي تربطهما، منتقدا من ينكرها “إلا من كان ديماغوجيا وأن هناك فرنسيين لم يتقبلوا لحد الآن استقلال الجزائر”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات