"تصريحات سلال تقتل "الأمل" لدى الجزائريين"

+ -

 لم ترس حكومة عبد المالك سلال على مرفأ آمن، يضمن تجاوز الأزمة المالية منذ أن دخلت البلاد في دوامة تهاوي أسعار النفط، وتطلب الحكومة، في كل مناسبة، من الجزائريين مدها بالعون لتجاوز الأزمة. وأظهرت خرجة سلال إلى تيزي وزو، أول أمس، استمرار تخبط الحكومة في إيجاد المخرج الذي يتيح لها تجاوز أزمة النفط.جيلالي سفيان: خطابات سلال كالمثل القائل “معزة ولو طارت”ذويبي: سلال يبعث برسائل تفاؤل سرعان ما يقتلهافي كل ظهور إعلامي للوزير الأول عبد المالك سلال، يكون غالبا مرتبطا بزيارات العمل للولايات، لا يفرط في الحديث عن أزمة البترول وتداعياتها على الاقتصاد، وكذا المطلوب من الحكومة والشعب معا، لكن “الرسالة” غالبا ما تكون “مشوشة” لا تصل آذان بل أذهان الجزائريين بـ«النقاوة المطلوبة”. وأضحى الجزائريون يبذلون “مجهودا ذهنيا” قويا لاستيعاب تصريحات الوزير الأول عبد المالك سلال، بخصوص الوضع الاقتصادي للبلاد.فمنذ أن طفت للسطح أزمة انهيار البترول منتصف 2014، لم يتحرج سلال في الدرء عن حكومته “التأثر” بالأزمة، فكانت تصريحاته كلها “وردية” عن واقع أسود، إلى أن جاءه تصويب من الرئيس بوتفليقة يأمره بقول “الحقيقة” للشعب. ومع هذا كله لازالت تصريحات سلال تحمل الغموض والتناقض والتيهان، وهو ما ظهر عليه، أول أمس، لدى زيارته تيزي وزو.الوزير الأول اجتمع بمستثمرين محليين، بتيزي وزو، أول أمس، لحثهم على الانخراط بقوة للنهوض بـ«الاقتصاد الوطني” “المخبوط” بصدمة البترول، والهدف استقطاب أموالهم لا غير. فكانت سانحة لسلال حاول فيها “طمأنة” الجزائريين عن الوضع المالي للبلاد، لكن بالمقلوب وبتناقضات رهيبة تصعب استساغتها بسهولة، فقد قال سلال: “صراحة، شخصيا لست متخوفا من وضع اقتصادنا الوطني”، ومع ذلك تنبأ سلال دائما للمواطنين بـ«2016 سنة صعبة، وسنة أكثر صعوبة هي 2017، وبداية الانفراج بدءا من 2018”.وفي محاولة أخرى من سلال لإيصال “رسالته” للجزائريين، بحثا عن “تضامنهم”، استشهد، وهو يتحدث داخل قاعة متعددة الرياضات وسط تيزي وزو، بالتقرير الأخير لصندوق النقد الدولي لكن في الجزء الذي يشير إلى أن “الاقتصاد الجزائري استطاع مقاومة، ولا يزال، صدمة البترول”، مع أن نفس الصندوق “دق ناقوس الخطر إزاء مدى قدرة اقتصاد الجزائر على الاستمرار في المقاومة”.ومن ضمن الأشياء التي تحدث عنها سلال، طلبه من المستثمرين “الشفافية” في تعاملاتهم، بينما يتساءل المراقبون: هل تنتهج الحكومة الشفافية التي تطلبها من غيرها؟”، هذا السؤال أجاب عنه رئيس حزب “جيل جديد”، جيلالي سفيان، لـ«الخبر”، قائلا: “الشفافية التي يتحدث عنها سلال هي التي أخرجت اسم ابنته في وثائق بنما، ونفس الشفافية هي من أظهرت الطريقة التي تتعامل بها الحكومة مع المستثمرين الأجانب، فهل الشفافية هي التي دفعت أعضاء الحكومة والمسؤولين الكبار لشراء أملاك عقارية في الخارج؟”.وأوضح جيلالي أن “خطاب سلال لو نتبعه كما هو، فهذا معناه أن الرئيس في وضع صحي جيد، ويشرف بكل دقة على شؤون البلاد، لكن للأسف مثل هذه الممارسات المليئة بالتناقض كالمثل الشعبي القائل: معزة ولو طارت”، مشيرا إلى أن “التحكم الحالي هو تحكم الوزراء في مناصبهم، وهم يرون توجه البلاد نحو الكارثة، وعن أي تحكم يتحدث سلال وكل الصلاحيات في يد رئيس غائب؟”.ونفس التشخيص نقله لـ«الخبر” أمين عام حركة النهضة، محمد ذويبي، موضحا: “فعلا هي تناقضات سلال الموجودة في السلطة عموما، لأن كلام سلال يريد من خلاله أن يعطي رسالة تفاؤل للجزائريين لكنه يقتله بنفسه، وهو دليل على التخبط داخل السلطة نتيجة غياب الرؤية الاقتصادية الشاملة”.وأضاف ذويبي: “الحكومات المتعاقبة كانت هي الأخرى تؤكد على أنها تعمل على إخراج الاقتصاد من المحروقات، نحو اقتصاد متنوع، لكن الوضع لايزال قائما، كما أن النظام السياسي لايزال يعتمد على الريع البترولي، ونصيحتنا للحكومة بأن بناء اقتصاد متنوع من دون عملية سياسية مبنية على إرادة سياسية ومؤسسات قوية منتخبة، لا معنى له”. ويربط ذويبي هذه النصيحة بـ«التخلص من بيروقراطية وانحياز الإدارة، وتخلي البنوك عن التعامل بالربا في مجتمع يرفضه، فكل هذه العوامل كانت تمنع الإقلاع الاقتصادي، وقضية “الخبر” أكبر دليل على أن حرية الاستثمار غائبة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات