تلاميذ الطورين الابتدائي والمتوسط في مدرسة واحدة!

+ -

يعرف قطاع التربية في الوادي جملة من الاختلالات البيداغوجية والهيكلية المسجلة التي أثرت سلبا  على الظروف التعليمية والتربوية الواجب توفرها للتلاميذ والأساتذة، ولعل هذا ما يفسر  تصنيف نتائج القطاع بالوادي في الرتبة 43 بين ولايات الوطن. أكبر مشكل يواجهه القطاع في هذا المجال هو ذلك المسجل بحي “تكسبت” الغربية بعاصمة الولاية، حيث ذكرت لجنة الحي بأن السلطات قامت بتجميد مشروع إنجاز ابتدائية جديدة بعد أن تمت تسوية الأرضية وخصص لها غلاف مالي معتبر لإنجازها، وقد أدى هذا المشكل إلى اختناق ابتدائية قديري عبد الله التي تضم 5 قاعات تجمع تلاميذ الحي والأحياء المجاورة، ما يجعل العملية التربوية مستحيلة في هذه الظروف المزرية. كما تعرف بعض المؤسسات الابتدائية ظاهرة خطيرة أخرى تتمثل في تواجد أفواج من الطور المتوسط يدرسون بها، حيث وصف مديرو هذه الابتدائيات هذه الظاهرة بأنها غير تربوية، لكونها تسمح بتلاقي تلاميذ متفاوتي الأعمار والذهنية من الابتدائي والمتوسط في مدرسة واحدة كما هو حاصل في إحدى ابتدائيات بلدية البياضة.هذا ولم تسلم بعض ساحات المدارس الابتدائية من الحجارة والأتربة والرمال لانعدام التهيئة، بالإضافة إلى قدم الطاولات والكراسي، ما يتسبب في تمزق ثياب التلاميذ لكون هذه المدارس لا تتلقى سوى نحو 10 طاولات جديدة كل سنة، وكذلك عدم فتح مطاعم مدرسية منجزة وذلك بسبب انعدام شبكة الغاز ونقص العمال المتخصصين.وفوق ذلك، يصارع قطاع التربية على مستوى بعض المؤسسات التربوية الجديدة مشاكل هيكلية تتمثل في عدة إنجازات لا تخضع للمواصفات المطلوبة، ومنها ما لاحظته وزيرة التربية مؤخرا لدى زيارتها للوادي بمناسبة امتحان شهادة “البيام”، على غرار الثانوية الجديدة ببلدية كوينين، حيث تم إنجاز مخابر بطاولات إسمنتية ثابتة خارج المواصفات المطلوبة من وزارة التربية، وكانت الوزارة قد أمرت منذ أكثر من سنة بعدم إنجاز طاولات الإسمنت الثابتة في المخابر واعتماد طاولات علمية مجهزة ومتنقلة من مكان إلى مكان.وفي السياق ذاته، أنجزت الجهات المكلفة في نفس المؤسسة قاعة عروض ضيقة جدا مع نقص التهوية ولا تستجيب لأي مواصفات تربوية وعلمية، حيث اعتاد المكلفون بالإنجاز اعتماد أنماط وتصاميم لمؤسسات قديمة ونسخها في المشاريع الجديدة دون الأخذ بعين الاعتبار مدى التطورات والتغيرات التقنية والتربوية التي طرأت على مخططات المؤسسات التربوية وتعليمات الوزارة. ولعل المشكل الكبير الذي لم يجد له أهل القطاع حلا جذريا حتى الآن هو ذلك المتمثل في ارتفاع نسبة الإناث عن الذكور في الطور المتوسط والذي لم تجد له مصالح التربية أي تفسير سوى إرجاع سببه إلى إقدام الأولياء على سحب أبنائهم الذكور من المؤسسات وتوجيههم إلى قطاع الفلاحة لمساعدة أوليائهم في الحقول، ولكن وزيرة التربية لدى زيارتها إلى متوسطـة بن عربيـة بمناسبـة امتحـان شهادة “البيام” لاحظت تفشي هذه الظاهرة ورفضت مبررات مصالح التربية وطالبت بفتح تحقيق علمي وتربوي للوصول إلى معرفة أسباب الاختلالات والفوارق بين الذكور والإناث في الطور المتوسط على مستوى الوادي وبعض الولايات المعنية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات