فتاة تسأل: ما حكم التبرّج في شهر رمضان؟ وما حكم الصّلاة في شهر رمضان فقط؟ التبرّج محرَّم في رمضان وفي سائر العام، لأنّ الله فرض الحجاب الشّرعي على نساء هذه الأمّة، فقد قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} الأحزاب:59، قال المفسّرون: ذلك أدنى أن يعرفن بالحشمة والحياء، فلا يؤذيهنّ أسافل وأراذل القوم.فارتداء اللّباس الشّرعي واجب على المرأة الّتي ترجو رحمة الله وتخشى عذابه. ولا بأس أن نذكر بشروط اللّباس الشّرعي وهي: أن لا يصف البدن ويُحدّد مفاتن المرأة، وأن لا يكشف عمّا تحته، فلابدّ أن يكون سميكًا، وأن لا يكون لباسًا يشبه الكافرات، وأن لا يكون لباس شهرة، فلابدّ من اقتناء الثّوب ذي اللّون الواحد غير الجذّاب، وأن يكون سابغًا يغطي ظهور قدميها.أمّا الصّلاة في شهر رمضان وتركها في غيره، فحرام؛ لأنّ الصّلاة فرض كما أنّ الصّيام فرض، والله افترض على المسلمين خمس صلوات في اليوم واللّيلة يؤدّيها المؤمن من بلوغه إلى أن يموت، وهو الفرض الوحيد الّذي لا يسقط بالمرض أو السفر، فليحرص المؤمن على صلاته، لأنّ مَن ضيّع صلاته فهو لِما سواها أضيع.. والله الموفّق. سائل: ما حكم من صام شهر رمضان السّابق دون صلاة وتاب هذا الشّهر وبدأ صلاته؟ التّوبة الصّادقة هي الّتي تتحقّق فيها أمور ستة: أن يخلص لله توبته بأن يرجو رحمته ويخاف عذابه، وأن يعقد العزم على أن لا يعود لما تاب الله عليه مرّة أخرى، وأن يَرُدّ المظالم إلى أهلها إن كان الأمر بين العبد والعبد، وأن يستغفر الله ويُكثر العبادة والذِّكر إن كان بين العبد وربِّه، وأن يدعو لمَن اغتابه وليست هناك مصلحة في أن يخبره باغتيابه له حتّى يعفو عنه، فيكتفي بالدّعاء له، مع النّدم على فعلته، والإقلاع عن تلك المعصية.ومَن تاب محقّقًا لهذا الشّروط، فإنّ توبته صادقة بإذن الله سيغفر الله له ما كان منه، والحمد لله أن بدأتَ صلاتك في هذا الشّهر، وعليك أن لا تتركها أبدًا، فالصّلاة ركن من أركان الإسلام، كما أنّ الصّوم ركن من أركانه، وقد قال الله تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنْينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} النّساء:03. وقد وردت أحاديث كثيرة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تتوعّد تاركي الصّلاة بالعذاب الشّديد، حتّى إنّ بعض العلماء ذهب إلى كفر تارك الصّلاة لعِظم مكانتها في ديننا الحنيف، ولكونها دليل استقامة وحسن سلامة المرء، واجتهد في أن تقضي ما فاتك من الصّلاة قدر المستطاع.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات