رحل، أمس، عن عمر السابعة والتعسين عاما، المناضل الوطني الكبير والمجاهد شوقي مصطفاي، وفق ما أعلن عنه أبناؤه. ويوارى الراحل التراب، ظهر اليوم، بمقبرة عين البنيان بالجزائر العاصمة، ابتداء من الساعة الواحدة. وعرف مصطفاي بانسحابه من الحياة السياسية عقب استعادة الاستقلال الوطني سنة 1962، بعد أن شغل عدة مهام دبلوماسية خلال الثورة، ضمن وفود الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. كما كلفته جبهة التحرير الوطني للتفاوض مع منظمة “لو.آ.آس” الفرنسية، لوضع حد للعمليات الإرهابية التي كانت تشنها ضد الجزائريين. ولد المرحوم شوقي مصطفاي يوم 5 نوفمبر 1919 بالمسيلة، درس المرحلة الابتدائية ببرج بوعريريج، ثم انتقل لثانوية سطيف، وتحصل على بكالوريا في الفلسفة سنة 1938، لكنه فضل دراسة الطب بجامعة الجزائر، ثم بمدينة “تولوز” بفرنسا، وتخصص في طب الأعين. انخرط شوقي مصطفاي في النشاط النضالي باكرا، وكان عضوا في الجمعيات الشبانية الاشتراكية في سطيف بين 1936 و1937. وفي تلك الفترة، كان يقرأ صحيفة “الأمة” التي كان يصدرها نجم شمال إفريقيا. وفي جوان 1940 انخرط رسميا في حزب الشعب، باقتراح من المناضل القيادي الدكتور لمين دباغين، وشكّل معه محور نخبة مثقفة أعطت الحزب تواجدا قويا في المدن، وفي أوساط المثقفين الذين عرفوا بالانخراط في الأحزاب الاندماجية. وفي أكتوبر 1940، عين مصطفاي عضوا في اللجنة المركزية للحزب، بصفته ممثلا للطلبة الوطنيين. وفي عام 1941، أنشأ الجناح الطلابي التابع لحزب الشعب، وعين مسؤولا له. وساهم الدكتور شوقي مصطفاي رفقة لمين دباغين في إقناع فرحات عباس بترك أفكاره الاندماجية، والتحول إلى النضال الوطني. وبين شهري مارس وأفريل 1945، شارك في تحديد معالم الراية الوطنية التي رفعها المتظاهرون خلال المظاهرات العارمة التي نظمت للاحتفال بانتصار الحلفاء على النازية. وفي أكتوبر 1946، دافع داخل اللجنة المركزية لحزب الشعب على فكرة النضال الثوري الشامل، فوجّه نداء للقوات الأمريكية صب في اتجاه المطالبة بحقوق الشعب الجزائري. وبين 1949 و1951، عين عضوا في هيئة تحرير مجلة “الجزائر الحرة” في باريس. وفي عام 1951 انتخب في الجمعية الجزائرية عن مقاطعة قسنطينة. وفي العام نفسه، اختلف مع مصالي الحاج، فانسحب من اللجنة المركزية للحزب، واستنكر “سيطرة الزعيم على دواليب الحزب”.التحق شوقي مصطفاي بجبهة التحرير الوطني في مطلع عام 1955، وعمل إلى جانب صالح لوانشي في فيديرالية الجبهة بفرنسا، ثم أرسل في مهمة إلى تونس لضمان الانتقال الآمن للوفد الخارجي للثورة للتوجه إلى الجزائر والمشاركة في مؤتمر الصومام. وبين 1956 و1958، شغل منصب مستشار سياسي إلى جانب كريم بلقاسم، وفي الوقت نفسه شغل منصب رئيس تحرير صحيفة “مقاومة”.وبعد أن ساهم في تأسيس الحكومة المؤقتة، عين في أكتوبر 1958 في مهمة رسمية لدى الدولة التونسية، ثم في المغرب، وأنهى مساره الوطني والنضالي مكلفا بالتفاوض مع منظمة الجيش السري لوضع حد لاعتداءاتها على الشعب الجزائري. وفي يوم 27 جوان 1962، انسحب من الحياة السياسية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات