النظام مرتبك جدا، ويبحث عن مخرج مما هو فيه، وكالعادة يقوم النظام بالبحث في الخردة السياسية عن قطعة غيار، لتصليح العطب الحاصل في كرسي الرئاسة! فالنظام لم يجد في السوق السياسية قطعة غيار أصلية أو حتى مزوّرة (طايون) لتصليح هذا العطب الحاصل في الرئاسة.. فراح يبحث في الخردة السياسية لعله يجد قطعة غيار يمكن أن “ينوّض” بها محرك السلطة العاطل منذ 3 سنوات تقريبا، فلا مجلس الوزراء يجتمع.. ولا مجلس الحكومة يعمل، ولا رئاسة الجمهورية تشتغل ولا البرلمان يعمل.. الكل في حالة عطب وعطل قائم منذ سنوات.جاؤوا بشكيب خليل من التيكساس، وحاولوا نفض الغبار عنه بالزاويا، وحاولوا تزييته بزيت “الخروع” في إقامات الدولة وفي الجامعات ليصبح صالحا.. وحاولوا مسحه بقطن صحافة “الضمياطي” المختصة في كتابة الحروز الإعلامية والسياسية.. ولكن العملية فشلت.فجاؤوا بالإبراهيمي ليقيم في جنان الميثاق ويقدَّم على أنه الوجه البديل لمرحلة انتقالية.. ولعله المناسب كقطعة غيار مستعملة تُجلب من الخردة.. وقالوا إنه يعد ليوم كريهة وسداد ثغر! ولهذا اهتمت به قنوات اليتيمة واللقيطة على السواء في تتبع أخباره ومآلاته!فيما يفتش آخرون في “احتياطي” الخردة السياسية للنظام، من وزراء سابقين ورؤساء الحكومات.. حتى أن بعض طويلي اللسان راحوا يقدمون للشعب الجزائري حق الاختيار بين الإبراهيميين: الأخضر أو طالب! ليكون أحدهما قطعة غيار من الخردة! ولا أقول إن النظام أصبح عاريا أمام الشعب، يبحث عمن يستره بسترة، حتى ولو كان اللباس من “الشيفون”، أي اللباس المستعمل!وعلينا أن نختار قطعة غيار للرئاسة من الخردة ونفاضل بكل حرية في الاختيار بين الإبراهيميين: “إبراهيم الخليل” أو أبراهام!بوتفليقة بعد 16 سنة من الحكم، انتهى إلى ما انتهى إليه قبله الشاذلي في 1992، عندما وصل بالحكم إلى طريق مسدود أرجع الرئاسة إلى صاحب الشأن، وهو العسكر وليس إلى الشعب.. فأنهى الشاذلي حكمه بميلاد مرحلة انتقالية يقودها العسكر والمدنيون العسكريون، تماما مثلما استلم الشاذلي الحكم بعد وفاة بومدين من العسكر والمدنيين العسكريين! حتى زروال عندما اختلف مع العسكر أرجع الأمانة للعسكر، لاختيار من يرونه مناسبا، فكان اختيارهم لبوتفليقة.. وبعد 16 سنة من الحكم، يريد بوتفليقة إرجاع الأمانة للعسكر مرة أخرى، تحت مسمى مرحلة انتقالية عسكرية بواجهة مدنية أو بانتخابات صورية، يرشح لها عسكريا متمدنا.. أو مدنيا متعسكرا!كل هذا يجري في سياق حرب المواقع بين الزمر المتصارعة على قطعة الغيار التي يراد تركيبها في رئاسة الجمهورية، ونجد آثارها في حروب الإعلام والسياسة، في أشباه وسائل الإعلام وفي أشباه الأحزاب السياسية.المؤكد أن بوتفليقة انتهى بحكمه إلى أنه جعل الرئاسة “هزلت”، إلى حد أن أصبح يطمع في توليها كل الناس، ولهذا نشاهد كل هذا العراك بين الطامحين والطامعين.. إنه البؤس يا وطني[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات